أنا أرد عليك ملكك، وأتحول عنك، فإنى لا أستطيع مجاورة الكفار، ثم رحل عنه إلى الفيوم، وعمرها هو ومن آمن معه، وخرق لهم جبريل ﵊ قطعة من النيل، وصار هناك مدينتان تسميان الحرمين، وأراد الريان أن يبصرهما فاستأذن يوسف ﵊، فقال: لا يدخلهما إلا مؤمن، ولم يؤمن الريان وما دخلهما.
قال ابن زولاق: وحدثنى أحمد بن محمد بن طرخان الكاتب، قال:
عملت على الفيوم لكافور الإخشيدى فى سنة خمس وخمسين وثلثمائة، فعقدت بها ستمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، ومنها من المباح الذى يعيش الناس فيه من أهل التعفف ما لا يضبط ولا يحاط بعلمه، وذلك غير المرافق والخيرات التى تحت أيدى الملاك. انتهي.
وقال القاضى الفاضل فى كتاب:(متجددات الحوادث) ومن خطه نقلت أن الفيوم بلغت فى سنة خمس وثمانين وخمسمائة مبلغ مائة ألف واثنين وخمسين ألف دينار وسبعمائة وثلاثة دنانير.
وقال البكرى: والفيوم معروف هناك، يغل فى كل يوم ألفى مثقال ذهبا. وقال هيرودوط: إن مدينة الفيوم كانت تسمى أيضا مدينة التماسيح. وقال ابن حوقل: إن مدينة الفيوم على شاطئ وادى اللاهون، وأرضها خصبة كثيرة الفاكهة وأنواع المحصول، وهواؤها ردئ مضر، وأكثر محصولها الأرز، وبها جميع أنواع المحصولات، وفى خارج المدينة خراب كثير. وكان يحيط بالمدينة قديما سور نظرت بعضه موجودا جهة الصحراء، وكانت أبراجه موجودة لكنها مردومة بالرمل. انتهى.
وفى خطط المقريزى فى الكلام على المدارس أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب: أنعم على ابن أخيه الملك المظفر تقى الدين أبى