سعيد عمر بن نور الدولة شاهنشاه بن نجم الدين أيوب بالفيوم، وأعمالها مع القايات وبوش، وقد أنابه عنه بديار مصر عوضا عن الملك العادل أبى بكر بن أيوب، فقدمها سنة تسع وسبعين وخمسمائة، وكانت له فى أرض مصر وبلاد الشام أخبار وقصص، ومواقف عديدة فى الحرب مع الفرنج، وله فى أبواب البر أفعال حسنة، وله بمدينة الفيوم مدرستان: أحدهما للشافعية والأخرى للمالكية، وكان عنده فضل وأدب وشعر حسن، وكان جوادا شجاعا كثير الإحسان، مات سنة سبع وثمانين وخمسمائة، ودفن بحماة. انتهى.
وفى الخطط أيضا فى الكلام على الفيوم ما نصه: قال اليعقوبي:
كان يقال فى متقدم الأيام مصر والفيوم لجلالة الفيوم وكثرة عمارتها، وبها القمح الموصوف، وبها يعمل الخيش. قال القضاعى: الفيوم مدينة دبرها يوسف النبى ﵇ بالوحى، وكانت ثلثمائة وستين ضيعة، كل ضيعة منها تمير مصر يوما واحدا، فكانت تمير مصر السنة، وكانت تروى من اثنى عشر ذراعا، ولا يستبحر ما زاد على ذلك، فإن يوسف ﵇ اتخذ لهم مجرى ورتبه ليدوم لهم دخول الماء فيه، وقوّمه بالحجارة المنضدة وبنى به اللاهون.
وقال ابن رضوان: الفيوم يخزن فيه ماء النيل، ويزرع عليه مرات فى السنة، حتى إنك ترى هذا الماء إذا خلى يغير لون النيل وطعمه، وأكثر ما تحسن هذه الحالة فى البحيرة التى تكون فى أيام القيظ بسفط ونهيا، وصاعدا إلى ما يلى الفيوم، وهذه حالة تزيد فى رداءة أهل المدينة يعنى مصر، ولا سيما إذا هبت ريح الجنوب، فإن الفيوم فى جنوب مدينة مصر، على مسافة بعيدة من أرضها.
وقال القاضى السعيد أبو الحسن على ابن القاضى المؤتمن بقية الدولة أبو عمرو عثمان بن يوسف القرشى المخذومى فى كتاب:
(المنهاج فى علم الخراج): وهذه الأعمال من أحسن الأشياء تدبيرا