للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذكر خليل الظاهرى أيضا أن خليج الفيوم الكبير ينتهى إلى بركة مالحة، يوجد فيها من التماسيح كثير، وقال الإدريسى إنها تنتهى إلى بركة كل من أكنى وتهامت، وظن بعض الفرنج أن الأولى هى بركة الغرق، والأخرى بركة التماسيح، ولم يوافقه على ذلك كترمير، وقال:

إن تهامت محرفة عن تنهامت - كما هى فى عبارة ابن حوقل - وإن عبارة الإدريسى لا تفيد بحيرتين بل بحيرة واحدة، كما تفيد عبارة ابن حوقل، ولم يبن سيف الدولة بن حمدان على خرطته فى الفيوم إلا بحيرة واحدة، وربما كانت بركة قارون أو القرن، ومكتوب بقربها ما ترجمته: هنا بحيرة أكنى وتنهامت الممتدة مسيرة يومين فى جبال من الرمل الأصفر، وفى الشتاء تكون هذه البركة مستورة بكثير من الطيور التى لا ترى كثرتها فى غيرها، ومن ذلك يظهر أنه ليس لأكنى وتهامت إلا بحيرة واحدة، وذكر بعض الفرنج أن ماء هذه البركة مر فى جهة منها وحلو فى جهة أخرى، فهل كان ذلك سببا فى تسميتها بهذين الاسمين. انتهى.

وقد تكلم هيرودوط على عمارة كانت بقرب مدينة الفيوم فقال: إن من أشهر المبانى العتيقة التى يذكرها المؤرخون قديما وحديثا (الدابراند) ومعناها سراية التيه، بناها الملوك الاثنا عشر الذين جلسوا على تخت مصر سوية بعد سيتوس. ونقل بعض شارحيه عن ديودور الصقلى أنها من بناء منديس، وفى بعض العبارات أن بانيها منيس، ويمكن الجمع بين هذه الأقوال بأنه تعاقب على بنائها جملة من الملوك، من ابتداء وضعها إلى انتهائه. ويقوّى ذلك أن الاثنى عشر ملكا لم يملكوا إلا خمس عشرة سنة، كان فى آخرها كثير من الفتن الداخلية، فيبعد أن تكون أسست وتممت فى هذه المدة القصيرة الكثيرة الفتن، مع أنها عمارة جسيمة لا يساويها غيرها، قال