للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقبض على أولادهم، وأنزلهم فى سوق المزاد، التجأ إلى المترجم الكثير من نساء الأمراء الكبار فآواهم، واجتهد بنفسه فى حمايتهن والرفق بهن مدة إقامة حسن باشا بمصر، وكذلك فى إمارة إسماعيل بيك، ثم لما رجع أزواجهن بعد الطاعون إلى إمارتهم ازداد المترجم عندهم قبولا، فكان يدخل بيت الأمير، ويطلع محل الحريم، ويجلس معهن ويكرمونه، ولم يزل على هذه الحالة إلى أن طرقت الفرنساوية البلاد المصرية، وأخرجوا منها الأمراء، وخرجت النساء من بيوتهن، وذهبن إليه أفواجا أفواجا حتى امتلأت داره وما حولها من الدور، وتصدى المترجم وتداخل فى الفرنساوية، ودافع عنهن، وأقمن بداره شهورا، وأخذ أمانا لكثير من الأمراء المصرية، وأحضرهم إليها، وأحبته الفرنساوية وقبلت شفاعته، وقررته فى رؤساء الديوان الذى رتبوه لإجراء الأحكام بين المسلمين، ولما نظموا أمور القرى والبلدان المصرية على النسق الذى جعلوه، ورتبوا على مشايخ كل بلدة شيخا ترجع أمور البلد ومشايخها إليه، جعلوا المترجم شيخ المشايخ، وبقى على ذلك إلى أن انقضت أيامهم وحضرت العثمانية والمترجم فى عداد العلماء والرءوس، وافر الحرمة شهير الذكر، ولما قتل خليل أفندى الرجائى الدفتردار وكتخداى بيك فى حادثة مقتل طاهر باشا، التجأ إليه أخو الدفتردار وخازنداره وغيرهما، فواساهم حتى/سافروا إلى بلادهم، ولم يزل على شهرته إلى أن توفى فى شهر ذى الحجة من سنة أربع وعشرين ومائتين وألف، ودفن بالمجاورين، رحمه الله تعالى.