وفى زمن الرومانيين كان يقيم بقرب هذه البلدة على بعد أميال فرقة من عساكرهم، وكانت فى تلك المدة رأس خط ثم تخربت، ولم يبق بها إلا الآثار، فلهذا سماها المقريزى: قاو الخراب.
وفى كتب الفرنساوية أيضا أن آثارها العتيقة تدل على أنها بلغت من الاعتبار فى الأزمان السابقة مبلغا عظيما، فإن بها بربى وأثر معبد وتلالا متعددة، وعمائر كثيرة فى جهتها الغربية بقى منها عدة أعمدة يحيط بها سور عظيم، مع ما ينضم إلى ذلك من المغارات المنحوتة فى الجبل التى تبلغ أبعاد بعضها مائتى متر طولا ومائة وثلاثين عرضا، وشكل أعمدتها فى شكل نخل البلح سواء، ولا يرى مثل ذلك فى أعمدة غيرها من العمائر، وطول بدن العمود منها مع تاجه وقاعدته أحد عشر مترا ونصف، وقطره الأسفل متران واثنان وثلاثون جزءا من المتر، وارتفاع التاج متران ونصف، وقاعدته ستة أعشار متر، وفوق التاج صحفة فى ارتفاع أربعة أمتار وثلاثة وثلاثين جزءا من المتر، وبين كل عمودين ثلاثة أمتار وأربعون جزءا من مائة من المتر، وارتفاع ذلك المعبد مقدار ثلث عرضه بالتحرير، ويظهر بالتأمل فى أجزائه أن المصريين كان لهم قوانين لا يتعدونها فى مبانيهم، كالقوانين الجارية الآن بل أدق، فإذا فرضنا أن ارتفاع العمود والصحفة والقاعدة منقسم إلى عشرة أقسام متساوية، نجد الكرنيش ثلاثة أجزاء والقطر جزأين، وارتفاع الباب ستة أجزاء، والتاج جزآن وكرنيشه واحدا ونصفا، وما فوقه كذلك، وارتفاع المداميك نصف جزء، وارتفاع البناء كله ثلاثة عشر ونصف، فبالتأمل نرى أن العشر هو نصف قطر القاعدة السفلى، فيكون هو المدول الذى على مقتضاه كانت تحسب أجزاء المبانى، وبتطبيقه على عمارة قاو يرى أن الواجهة أربعون مدولا أعنى أنها قدر الارتفاع ثلاث مرات أو أنها مائة ذراع، وارتفاع العمود ٣٥