وفى ثانى ربيع الأول وصل الفرنساوية إلى القرين، وكان إبراهيم بيك ومن معه وصلوا إلى الصالحية، وأودعوا مالهم وحريمهم هناك، وضمنوا العرب وبعض الجند حفظهم، فأخبر بعض العرب الفرنساوية بمكان الحملة، فركب سر عسكر وقصد الإغارة على الحملة، وعلم إبراهيم بيك بذلك، فركب هو وصالح بيك وعدة من الأمراء والمماليك، وتحاربوا معهم ساعة، أشرف فيها الفرنسيس على الهزيمة.
وبينما هم كذلك إذا بالخبر وصل إلى إبراهيم بيك بأن العرب مالوا على الحملة يقصدون نهبها، فعند ذلك فر بمن معه، وتركوا قتال الفرنسيس، ولحقوا بالعرب وأجلوهم عن متاعهم، وقتلوا منهم عدة وارتحلوا إلى قطيا، ورجع سر عسكر إلى مصر، وترك عدة من العسكر متفرقين فى البلاد. انتهى.
وفى موضع آخر منه أن فى أواخر شهر ذى الحجة سنة ألف ومائين وأربع عشرة، بعد انهزام الوزير يوسف باشا فى وقعة الفرنساوية، حصلت نادرة لسر عسكر الفرنساوية كليبير، وهى أنه فى سيره خلف الوزير لما قرب من القرين، قامت عليه طائفة من الفلاحين/بالنبابيت، وكان قد انفرد عن عسكره بأربعين من فرسانه، فلما رأوه فى قلة وظنوا أن عسكر المسلمين قادمة مع عثمان بيك هجموا عليه وضاربوه، حتى ضربه بعض الفلاحين بنبوت، فأصاب السرج فكسره، وضرب ترجمانه بسيف فوقع على الأرض ولم يمت، فأحس بهم عسكر المسلمين، فركبوا عليهم وحاربوهم، واستصرخ كليبير بعسكره فلحقوا به، ودام القتال بينهم من الضحى إلى العصر، وانكف الفريقان، وجلس بعضهم أمام بعض، ودخل الليل ولم يأخذ المسلمون حذرهم، فعند انشقاق الفجر رأوا أنفسهم فى وسط