بيك فإنه لحق بإبراهيم بيك وصحبته جماعة من التجار، ولما بلغ ذلك الفرنسيس قاموا ودخلوا بلبيس فى الثامن والعشرين من الشهر، وأرسلوا من وجدوه بها من الحجاج إلى مصر بدون أن يشوّشوا عليهم، وصحبتهم طائفة من عساكرهم، ولما جاء الرائد إلى الأمراء وأخبرهم بوصول الفرنج، ركبوا ليلا وترفعوا إلى جهة القرين، وتركوا التجار وأصحاب الأثقال، فلما طلع النهار حضر إليهم جماعة من العرب، واتفقوا معهم على أن يحملوهم إلى القرين، وحلفوا لهم وعاهدوهم أن لا يخونوهم، فلما توسطوا بهم الطريق نقضوا العهد، ونهبوا حمولهم وتقاسموا أمتاعهم وعرّوهم، وفيهم كبير التجار السيد أحمد بن المحروقى، وكان ما يخصه نحو ثلثمائة ألف ريال فرانسا من النقود وبضاعة من جميع الأصناف الحجازية، ولحقهم عسكر الفرنساوية، فذهب السيد أحمد المحروقى إلى سر عسكرهم، وواجهه وصحبته جماعة من العرب المنافقين، فشكا له ما حل به وبإخوانه، فلامهم على غفلتهم وركونهم إلى المماليك والعرب، ثم قبض على أبى خشبة شيخ بلد القرين، وقال له: عرفنى مكان المنهوبات، فقال:
ارسل معى جماعة إلى القرين، فأرسل معه جماعة فدلهم على بعض الأحمال، فأخذها الفرنج ثم تبعوه إلى محل آخر وخرج منه إلى غيره، ثم ذهب هاربا، فرجع العسكر بحمل ونصف حمل لا غير، وقالوا: هذا الذى وجدناه، والرجل فرّ من أيدينا، فقال سر عسكر لا بد من تحصيل ذلك، ثم طلبوا منه الإذن فى التوجه إلى مصر، فأرسل معهم عدة من عسكره أوصلوهم إلى مصر، وأمامهم طبلهم فى أسوأ حال، وصحبتهم أيضا جماعة من النساء اللاتى كن خرجن من مصر ليلة الحادثة، وهن أيضا فى أسوأ حال كما تقدم فى الكلام على إنبابة.