للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألحق بمدرسة الإسكندرية، فتعلم بها القراءة والكتابة وشيئا من فن العربية، وفى ابتداء سنة سبع وأربعين ألحق بمدرسة الطوبجية من ضمن خمسة وستين تلميذا، فتعلم بها العلوم الرياضية، وأحرز رتبة جاويش ثم باشجاويش، ثم جعل خوجة فرقة مع إدامة التعلم على كل من حضرة الأمير مظهر باشا، والأمير بهجت باشا، ثم ترقى إلى رتبة الملازم فى سنة خمسين مع إدامة التدريس لتلك الفرقة، وفى أواخر سنة ثلاث وخمسين ألحق بمدرسة الدوننمة بوظيفة خوجة فى فن الهندسة والحساب، مع تعلم فن البحرية على معلمين من الأجانب، أحدهما: طليانى، والآخر: مالطى، وكان تعليمهما بواسطة ترجمان، بسبب عدم معرفتهما اللغة العربية. ومن ذلك كان التعليم لا يثبت فى أذهان التلامذة لعدم البراهين على القضايا، قال المترجم: لما تعلمت هذا الفن، وجدت أصولها مبنية على قوانين المثلثات المستقيمة الأضلاع والمثلثات الكروية التى هى من فن الهندسة الذى نعلمه، فأجريت تطبيق قضاياه على تلك القوانين.

وبعد موت المعلمين المذكورين أحيل علىّ تعليم التلامذة فن البحرية، مع تدريس الحساب والهندسة، فحصل للتلامذة التقدم فيه بمعرفة براهينة.

وفى تلك المدة تعينت لكشف المواقع التى يمكن إقامة العساكر بها فى حدود الحكومة المصرية من جهة غربى الإسكندرية، والكشف عن الأبعاد التى يمكن مرسى السفن الأجنبية عليها، /وبيان بعدها عن البر، فأديت جميع ذلك، ورسمت الخريطة المبينة له، ثم تعينت للكشف عن جميع ليمانات السواحل وموقعها، مع رسم الخرائط الشافية لذلك، وقدمتها لمحل الاقتضاء.