للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قمنا فمررنا على خط الاستواء ثانيا، وسرنا فى شماله فوصلنا إلى عدن التابعة لولاية اليمن، وعرضها ١٢،٤٧ ساعة شمالا، وطولها ٤٥،٠١ ساعة مشرقا، فأقمنا بمدينة عدن نحو يومين، ثم قمنا فمررنا من بوغاز باب المندب، الذى عرضه ١٢،٤١ ساعة شمالا، وطوله ٤٣،٢٤ ساعة شرقا، فوصلنا إلى جدة لرجاء شحن الوابور بالحجاج أو البضائع، فلم يحصل، فتوجهنا إلى ينبع وشحناه بنحو ألف وخمسمائة نفس من الحجاج، فوصلنا إلى السويس ودخلنا الكرنتينة لحادث كان بهم، فعدنا بهم إلى الطور، ومكثنا بهم فى الكرنتينة خمسة وعشرين يوما، ثم عدنا إلى السويس.

وكانت مدة سفرى من قيامى من لوندرة إلى وصولى للسويس ثلاثة أشهر وستة أيام، رأيت فيها حلول فصل الشتاء مرتين، الأولى:

عند قيامى من لوندرة، والثانية: عند مرورى بالرجاء الصالح الذى عرضه ٣٤،٢٢ ساعة جنوبا فى طول ١٨،٢٤ ساعة شرقا، وأيضا رأيت فيها فصل الصيف مرتين، وذلك عند مرورى بخط الاستواء مرتين، ورأيت فصل الخريف وفصل الاعتدال، وقد أقمت/سوارى بهذا الوابور إلى سنة سبع وثمانين ومائتين وألف.

وحينئذ كان قد صدر الأمر بإنشاء مدرسة البحرية، وتعين لتعليم التلامذة مكلوب باشا، فأقام بها مدة، ثم جعل رئيس الليمانات المصرية، فطلبت من السويس، وتعينت لتعليم التلامذه فنون البحرية والعلوم الرياضية، فأدرت حركة تعليمهم حسب المرغوب، وهو أن يعلموا ابتداء أصول لوزاندار ودرجتين من علم الجبر، ثم علم المثلثات المستقيمة الأضلاع والمثلثات الكروية، مع تطبيق قضايا الفنون البحرية على تلك المثلثات، فحصل النفع بذلك، وأنجحت التلامذة، وقد جمعت كتابا فى ذلك بديعا سميته: (الكوكب الزاهر فى فن البحر الزاخر) وهو الجارى به التعليم إلى الآن.