وكان من الكرماء الأجواد، ويقال إن دخله كان فى كل سنة خمسة آلاف دينار، وكان يفرقها فى الصلات وغيرها، وقال منصور بن عمارة:
أتيت الليث فأعطانى ألف دينار، وقال: صن بهذه الحكمة التى آتاك الله تعالى، ورأيت فى بعض المجاميع أن الليث كان حنفى المذهب، وأنه ولى القضاء بمصر، وأن الإمام مالكا أهدى إليه صينية فيها تمر فأعادها مملؤة ذهبا، وكان يتخذ لأصحابه الفالوذج، ويعمل فيه الدنانير، ليحصل لكل من أكل كثيرا أكثر من أصحابه.
وكان قد حج سنة ثلاث عشرة ومائة، وهو ابن عشرين سنة، وسمع من نافع مولى ابن عمر ﵄، وكان الليث يقول قال لى بعض أهلى: ولدت سنة اثنتين وتسعين للهجرة، والذى أوقن سنة أربع وتسعين فى شعبان، وتوفى يوم الخميس وقيل يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وسبعين ومائة، ودفن يوم الجمعة بمصر فى القرافة الصغرى، وقبره أحد مع المزارات ﵁. وقال السمعانى: ولد فى شعبان سنة أربع وعشرين ومائة، والأول أصح، وقال غيره ولد سنة ثلاث وتسعين، والله أعلم بالصواب، وقال بعض أصحابه: لما دفنا الليث بن سعد سمعنا صوتا، وهو يقول:
ذهب الليث فلا ليث لكم … ومضى العلم قريبا وقبر
قال: فالتفتنا فلم نر أحدا، والفهمى - بفتح الفاء وسكون الهاء وبعدها ميم - هذه النسبة إلى فهم؛ وهو بطن من قيس عيلان خرج منها جماعة كثيرة انتهى.
وفى:(تحفة الأحباب وروضة الطلاب) للسخاوى ما ملخصه، قال يونس بن عبد الأعلى: كان يدخل لليث كل سنة مائة ألف دينار، وما وجبت عليه زكاة قط، وقال محمد بن عبد الحكم: كان يدخل لليث كل