قلقشندة المذكورة، بدار جده لأمه، ثم عادت به أمه بعد أربعين يوما من ولادته إلى قرية أبيه، وهى المعروفة بساقية أبى شعرة، من أعمال المنوفية، فنشأ بها وهاجر منها إلى القاهرة المعزية وسنه اثنتا عشرة سنة، فأقام بالجامع الغمرى سبع عشرة سنة، كما نقل ذلك من خطه فى (الطبقات) له عند ترجمة الشيخ أبى العباس الغمرى، وذكر أنه حفظ فيه العلم، وشرح الكتب، وسلك طريق الصوفية، ورتب مجلس الصلاة على النبى ﷺ فى سنة ثمان عشرة وتسعمائة.
ثم تحول من الغمرى إلى المدرسة المعروفة بأم خوند، بخط كافور الإخشيدى، بالقرب من سكنه الآن، لأن جماعة من أهل الغمرى حسدوه على اجتماع الناس عليه فى مجلس الصلاة فتعصبوا عليه، وبسطوا ألسنتهم فى شأنه، وأسمعوه غليظ القول، وتحالفوا على المصحف أن لا يحضروا معه مجلس الذكر والصلاة على النبى ﷺ، وغير ذلك مما لا فائدة فى ذكره، فلما انعزل عنهم بمدرسة أم خوند، التأم إليه جماعة يحضرون/مجلسه المشتمل على الذكر والصلاة على رسول الله ﷺ.
وكان ممن بجوار هذه المدرسة الأمير محيى الدين بن يوسف عرف بابن أصيبعة، لإصبع زائدة لوالده، وكان متقلدا إذ ذاك مناصب سنية وافرة العدد، وممن هو دونه الجمال بن الأمير المنسوب إلى شرف الدين واقف الجامع خارج الحسينية المعروف به، ولعله من أمراء الحسينية سابقا، وقيل فى نسبه غير ذلك، وأن نسبتهم إلى الأمير شرف الدين لا أصل لها، وللمذكور عدة أولاد، من أعيانهم:
شرف الدين ومحمد، فكان الأمير محيى الدين يتردد إلى المدرسة فى أوقات الصلوات، ويجمع عليه أولاد الجمال بن الأمير، بمقتضى الجوار للتشرف به إذ ذاك، فكان يجتمع بمجلس الشيخ، ويعتقده