عبد العال، الموجود ضريحه الآن بداخل الفوريقة، فعلى هذا كان البحر السردوسى موجودا إلى ما بعد ذلك التاريخ، ولم يعلم هل كان الماء إذ ذاك يجرى فيه، أو كان بداخله وقت فيضانه، ولم يعلم أيضا نهاية وجوده، وفى محله الآن ترعة صغيرة تسمى السردوسية.
قال ابن جبير فى رحلته:«من أحسن بلد مررنا عليه موضع يعرف بقليوب، على ستة أميال من القاهرة، فيه الأسواق الجميلة، ومسجد جامع كبير حافل مشيد البنيان». انتهى. ورحلته كانت فى آخر القرن السادس.
وفى كتاب:(لمع القوانين المضية فى دواوين الديار المصرية) للعالم المتفنن عثمان بن إبراهيم النابلسى، الذى ألفه خدمة للملك السعيد نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل محمد، أن قليوب كانت ذات بساتين وسنط وأشجار كثيرة، /وأنها كانت كأنها ذخيرة لمهم يعرض، أو لوقت يعسر القطع من الحراج فيه، وأن الحراج كانت كثيرة بالديار المصرية، وحكمها حكم المعادن، وهى لبيت مال المسلمين، ليس لأحد فيها اختصاص، وكان لها ديوان، وقد أهملها أولو الأمر، وصار الناس يقطعون منها ما يختارونه، ويحضرونه إلى ساحل مصر.
ويصالحون ديوان ساحل السنط عن الثلث المقرر للديوان بشئ يسير، ويبيعون بالأموال الكثيرة، فلو أن من له النظر العام تنبه لمصلحة بيت المال، وأقام لكل حرجة مشدا وأمناء، ليس لهم شغل إلا قطع الأخشاب، ونقلها إلى مصر، وادخارها للحاجة، ويباع الباقى لمن يحتاجه، لحصل من ذلك مال جزيل حلال لا مضرة فيه على أحد، وتتوفر قليوب وما حولها. فإنه كان بضواحى القاهرة كالمطرية ونحوها سنط يساوى ما يقرب من مائة ألف دينار، فلما استمر إهمال المصلحة وإهمال الاهتمام باستدعاء ما يحتاج إليه لسواقى البشمور