ونقل كترمير عن بعض التواريخ أن بها قبر الولى الصالح تقى الدين أبى المكارم عبد السلام بن سلطان الماجرى، من قبيلة هوارة، مات يوم الأحد من ذى الحجة سنة اثنتين وستين وستمائة، وله كرامات مشهورة، أخذ الطريق عن أبى الفتح الواسطى، وعن الشيخ أحمد بن أبى الحسن الرفاعى. انتهى.
وبها أضرحة أخرى مثل ضريح سيدى جمال الدين فى زاويته، وضريح الشيخ أهيب، والشيخ البحاث، ويعمل للجميع موالد سنوية، أشهرها مولد سيدى عواض، يجتمع فيه/خلق كثيرون من القاهرة وغيرها، وتنصب فيه الخيام، ويتسابق بالخيول، وبها صهريجان للماء قديمان.
وفى «ابن اياس» ما يفيد أن قليوب كانت محلا لتلقى من يأتى من القسطنطينية من طرف الملك، وتمد له بها المدات الحافلة، ومثلها فى ذلك خانقاة سرياقوس، وناحية وردان، وأكثر ذلك يكون بقبة العادل، وكانت لوازم المدات من مواش وخلافها توزع على البلاد.
ففى الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة جاء القاصد من عند السلطان ابن عثمان، ولما وصل إلى دمياط، وبلغ ملك الأمراء قدومه، رسم القاضى بركات بن موسى المحتسب بالتوجه لملاقاته، فخرج إلى قليوب، ورمى على البلاد الشرقية والغربية أبقارا وأغناما وأوزا ودجاجا، ومد له هناك مدة حافلة، قال ابن إياس: إنه صنع له فى تلك المدة أربعمائة رأس غنم، ومثلها أوزا ومثلها دجاجا، وخمسمائة مجمع حلوى، وقيل ألف مجمع، ومد له فى أبى الغيط مدة ثانية مثل ذلك. انتهى.