لكفاه عن سائر الأمم، ولأن يهدى بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم، فإن/سر الشيخ ﵀ ظهر فيه حتى نطق بما فيه، وأبدى من سره ما كان يخفيه، وكرامات سيدى عبد الرحيم مستغنية عن التعريف، تكثر أن يسعها تأليف، أو يقوم بها تصنيف، وقد ذكر الناس فيها ما يشفى الغليل، فاكتفيت منها بالقليل:
وليس يصح فى الأذهان شئ … إذا احتاج النهار إلى دليل
وقال الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذرى: كان سيدى عبد الرحيم أحد الزهاد المذكورين والعباد المشهورين، ظهرت بركاته على أصحابه، وتخرجوا بصالح أنفاسه، وله مقالات فى التوحيد، وكلمات لا تستفاد من كلمات الأعراب، وأحوال هى نهاية الإغراب، إلى أن توفى بقنا ﵁ وضريحه بها مشهور، ويعمل له مولد كل سنة، يرسم من أول شعبان إلى نصفه، وله تصانيف فى التوحيد ورسائل فى علوم القوم.
وأهل بلده متفقون على إجابة الدعاء عند قبره يوم الأربعاء، يمشى الإنسان حافيا مكشوف الرأس وقت الظهر، ويدعو بالدعاء الآتى ذكره، ويقولون إنه ما حصلت لإنسان مضايقة وفعل ذلك إلا فرّج الله همه، وهم يروونه عن الشيخ أبى عبد الله القرشى، ويقولون: قال القرشى من فعل ذلك ودعا ولم تقض حاجته فليسب القرشى، قال: يصلى ركعتين ويقرأ شيئا من القرآن، ويقول:
اللهم إنى أتوسل إليك بجاه نبيك محمد ﷺ، وبأبينا آدم وأمنا حواء، وما بينهما من الأنبياء والمرسلين، وبعبدك عبد الرحيم، اقض حاجتى، ويذكر حاجته. حكى الشيخ محمد بن