٧٣٧ هو وأولاده وعيالهم، وكانوا قريبا من مائة نفس، وأجرى لهم بها ما يتقوتون به كما فى:(نزهة الناظرين) قال: وبعد وفاة الملك الناصر فى يوم الأربعاء تاسع عشر شهر الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، تولى الملك ولده المنصور أبو بكر، وأنشد بعض الشعراء عند توليته بيتين:
إذا الناصر السلطان راح لربه … فالله منه قائم بمهند
وقد عقد الإسلام إجماعهم على … أبى بكر الصديق بعد محمد
فأقام شهرين وأياما، وخلع فى العشر الأخير من شهر صفر عام اثنتين وأربعين؛ لفساده وشربه الخمر، حتى قيل إنه أتى زوجات أبيه، ونفى هو وإخوته إلى قوص، وتهتكت حرم أبيه، وكثر البكاء والعويل بالقاهرة، ثم قتل بقوص وذلك كان مجازاة لما فعله والده بالخليفة المستكفى. انتهى.
وقيل إن لقتله ونفيه سببا آخر، ففى بعض العبارات أنه قتله بها الأمير قوصون لما وشى له به، وقيل له أنه يريد إمساكك، فتحيل عليه وخلعه من الخلافة، ثم نفاه وقتله بها.
وقوصون هذا حضر إلى مصر من بلاد بركة فى الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة ٧٢٠، ومعه قليل عصى ٣ وطسما ونحو ذلك مما قيمته خمسمائة درهم ليتجر فيها، وجعل يطوف بذلك فى أسواق القاهرة، ففى بعض الأيام دخل إلى الإصطبل السلطانى ليبيع مما معه، فأحبه بعض الأوشاقية، وكان صبيا جميلا طويلا، له من العمر ما يقارب الثمان عشرة سنة، فصار يتردد إلى الأوشاقى إلى أن رآه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون فوقع منه بموقع، فأمر بإحضاره إليه، وابتاع منه نفسه ليصير من جملة المماليك، وتقدم