لرأسه، ثم رمت بنفسها فسقطت بالقرب منه وقصدته، فبادر إليها بضربة فقتلها، ثم أمر بقتل تلك المرأة.
وبالجملة فإن أمر العزائم السحرية المستخدمة للثعابيين والعقارب كان من زمن قديم فى أرض أفريقية، وما فى بعض تراجم التوراة أن ثعابا أصم مفقود السمع، لا تؤثر فيه العزيمة يدل على قدم هذا الفن. وفى كتب قدماء الرومان واليونان عبارات شتى فى ذلك، وكانوا يسمون الحواة المذكورين بكلمة: بسيل، وهم طائفة أهالى أفريقية كان ينتقل هذا النص بينهم من الرجال إلى الرجال دون النساء، وقال بلوترك أن هؤلاء الناس يتلون على الثعابين نوعا من العزائم ثم يسلبون بها قواها، ويصيرونها فى هيئة النائم. وقال بلين أن هذه الصفة خاصية فيهم، وإن رأتهم الثعابين فرّت منهم كما تفر التماسيح من رؤية أهالى نتربيت (دندرا)، وكانوا يشفون الملسوعين بمص السم من موضع اللدغ، وأن قاتون رئيس الجيوش الرومانية أخد جملة من الحواة بعد وقعة فرسال، وأسكنهم ببلاده لهذه المزية، وكذا أغسطس - بعد موت كليوبترا بالسم - جلب منهم جماعة يحاولون إحياءها بمص السم منها، ويقال إنه إن لدغ من هذه الطائفة أحد فلا يؤثر فيه السم، والأقدمون تكلموا كثيرا على ذلك، حتى قالوا إنهم كانوا يمتحنون نساءهم بتسليط الثعابين على أولادهم عند ولادتهم، لأجل معرفة عفتهن وبعدهن عن الرجال، وقال كثير من العلماء إن مص موضع اللدغ ليس من خواص هذه الطائفة فقط، بل هو فى قدرة كل إنسان، متى علم الطريق اللائق به، وهذا ليس ببعيد إذ فى جميع الأزمان يوجد ناس فى ديار مصر لهم معرفة تامة بذلك، ويسمون باللغة القبطية:(شاب هوف) بكلميتن، معنى الأولى: آخذة، والثانية: