ثعابين، والعرب يسمونهم الحواة جمع حاو، وفى الزمن الأخير قد توارثه أبناء الطريق الصوفية المسمون بالرفاعية والسعدية.
وفى المقريزى عند ذكر جامع القرافة ما نصه: «قال الشريف محمد بن أسعد الجوانى النسابة. حدثنى الأمير أبو على تاج الملك جوهر المعروف بالشمس الجيوشى، قال اجتمعنا (أى بجامع القرافة) ليلة جمعة جماعة من الأمراء، بنو معز الدولة وصالح وراجح وأولادهم وغلمائهم، وجماعة ممن/يلوذ بنا كابن الموفق والقاضى ابن داود وأبى المجد بن الصيرفى، وأبى الفضل روزبة، وأبى الحسن الرضيع، فعملنا سماطا وجلسنا، واستدعينا بمن فى الجامع وأبى حفص، فأكلنا ورفعنا الباقى إلى بيت الشيخ أبى حفص قيّم الجامع، ثم تحدثنا ونمنا فى الجامع، وكانت ليلة باردة فنمنا عند المنبر، وإذا إنسان نصف الليل ممن نام فى هذا الجامع من عابرى السبيل، قد قام واقفا وجعل يلطم على رأسه ويصيح: وا مالاه وا مالاه، فقلنا له: ويلك ما شأنك، وما الذى دهاك، ومن سرقك وما سرق لك، فقال: يا سيدى أنا رجل من أهل طرا يقال لى أبو كريت الحاوى، أمسى علىّ الليل ونمت عندكم، وأكلت من خيركم وسع الله عليكم، ولى جمعة أجمع فى سلتى من نواحى طرا والحى الكبير والجبل كل غريبة من الحيات والأفاعى، ما لم يقدر عليه قط حاو غيرى، وقد انفتحت الساعة السلة وخرجت الأفاعى، وأنا نائم لم أشعر، فقلت له: إيش تقول، فقال: أى والله يا للنجدات، فقلنا: يا عدو الله أهلكتنا ومعنا صبيان وأطفال، ثم إنا نبهنا الناس وهربنا إلى المنبر، وطلعنا وازدحمنا فيه، ومنا من طلع على قواعد العمد، فتسلق وبقى واقفا، وأخذ ذلك الحاوى يحسس وفى يده كنف الحيات، ويقول: قبضت الرقطاء، ثم يفتح السلة ويضع فيها،