للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دينار من كل شخص، ونحن فى وقتنا هذا نعلم أن الأمراء يملكون أموالا كثيرة، ويجهزون بناتهم بالجهازات الغالية من الجواهر واللؤلؤ، بل أوعية ماء مراحيضهم من الفضة، ومداسات النساء محلاة بالأحجار النفيسة، ثم قام وخرج من عندهم ممتنعا، ولكن لم ينجع ذلك فيهم، بل صار إحضار ناصر الدين محمد بن الشيخ متولى القاهرة، وأمر بتحقيق اقتدار التجار وغيرهم من سكان مصر والقاهرة، ووزعوا عليهم أموالا بحسب اقتدار كل، من عشرة دنانير إلى مائة، على كافة المديريات فرضة سميت بمقرر الخيالة.

ولم يستحسن الأمراء ذلك، وقرروا على كل أردب يباع من الحبوب خروبة، تؤخذ من المشترى، وأن يؤخذ نصف السمسرة فى كل شئ يباع من أقمشة وغيرها، فإن كان سمسرة ما يباع بمائة درهم درهمين، أخذ نصفهما درهما، وكل هذا غير ما أخذ على سبيل السلفة من التجار الكبار.

فجهزوا جيشا جرارا، وساروا به إلى الشام، وكان نائب دمشق يومئذ من طرف غازان ملك التتار الأمير قبجق، وكان قبل ذلك من أمراء مصر، فكتب إليه السلطان الناصر بالرجوع إلى طاعته، وكذلك كتب إلى غيره من النواب، فلما وصلتهم المكاتبات قام قبجق بعساكره إلى مصر طائعا، وتقابل مع السلطان الناصر فى الصالحية فتلقاه بالإكرام، ورجع معه إلى قلعة الجبل، وارتدت دمشق وأعمالها إلى حكومة مصر من غير قتال، بعد أن أقامت بيد التتار مائة يوم، وكان تلاقيهما بالصالحية عاشر شعبان من السنة المذكورة. انتهى.