نهار الهدى ليل الردى نره اعتدى … مضاف جمال فانتدى حاكم العدل
وبت القضا فصلا وقال لذاك لا … جمال فربى قد محا آية الليل
ومن كلامه فى الواو يخاطب الشيخ على حسن النابى قوله:
سلام يا على من على لك … خلى وحافظ ودادى
من السقم داوى عليلك … بربى وربى ودادى
انتهى ما ورد إلينا فى رسالة من إملاء ابن أخيه العلامة الفاضل الأزهرى الشيخ محمد ابن الشيخ أحمد بن عبد الحق القوصى.
ومن ألمعيته وكثرة اطلاعه كان له تصرف واستنباطات للأحكام من الكتاب والسنة، حتى شاع عنه أنه لا يتقيد بمذهب، بعد أن كان مالكيا، وكان يقرأ الحديث مثلا، ويقول هذا ما يرد على مالك، وهذا مما يرد على الشافعى، وهذا مما يرد على أبى حنيفة، ويقول إن باب الاجتهاد لم يزل مفتوحا، وما من إمام من الأربعة المجتهدين إلا وأوصى قبل موته أن من ظهر له الحق على خلاف ما قاله فيتبعه، ويقول: أنا فى الحقيقة متبع للأئمة فى العمل بوصيتهم، وغيرى هو المخالف لهم، وكانت إقامته بمدينة أسيوط، وكان له بها درس دائم بمسجد سيدى جلال الدين السيوطى، ولما طعن فى السن، كان يقرأ الدرس فى البيت ويحضره أكابر علمائها، وله بها دار مشيدة وعقارات ومزارع، وكان لا يذهب إلى بلدته قوص إلا نادرا، وله بها رحم وأملاك من عقارات ومزارع، وتوفى بمدينة أسيوط سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، ودفن بجبانتها، وكان ﵀ يخضب لحيته بالحناء، وكان كثير الذكر، ويطوّل فى الصلاة جدا، حتى كان من لا يعرف ذلك منه يقطع الصلاة إذا اقتدى به.