وقال هيرودوط: إن أهل مروية كانوا يقدسون جوبيتر، وبيكوس، وكان كهنة جوبيتر يعلنون بالحرب فى الجهة التى يزعمون أنه يريدها ويأمر بها. وكان للكهنة سلاطة على عقول الأهالى والملوك حتى لو طلبوا عزل ملك أو قتله لفعلوا.
وقال ديودور الصقلى: إنهم إذا أرادوا قتل الملك أخبروه أن الإله أمر بذلك، ولا يجوز لمخلوق أن يعصى الخالق. فكان الملوك يسلمون أنفسهم للقتل لقوة اعتقادهم، واستيلاء الغفلة على الناس. واستمر ذلك إلى زمن بطليموس الثانى ملك النوبة، وكان على بصيرة من علوم اليونان متمكنا من الفلسفة، فاحتقر أوامر الكهنة ودخل العساكر المعبد المقدس الذى به الخلوة من الذهب، وقتل جميع الكهنة وأبطل تلك العوائد وصار الملك يحكم كما يريد.
قال استرابون: ومدينة مروية واقعة فى جزيرة بين الفرع الأبيض للنيل والفرع المسمى أستيوس أو باوى، والفرع المسمى أستبورا أو أتكازية، فهى بين الثلاثة قريبة من كل.
وقال هيرودوط: إنها تخت النوبة أو الحبشة انتهى.
وفى سنة ١٧٧٧ ميلادية قد شاهد السياح سوارى بقرب تلال كانوب القديمة فى حال سبره إلى رشيد قلعة صغيرة بها قليل من مدافع الحديد القديمة. وبعد أن عدى من الأشتوم المعروف بالمعدية، لم ير حوله غير رمال كثيرة قحلة من كل جهة تنقلها الرياح من مكان إلى آخر وقد نشأ عنها هلاك كثير من الخلق وقت فصل الخماسين بسبب هبوب زوابع شديدة تثير الرمال فينحصر الشخص فى وسطها فتهلكه. وكان الغريب المسافر إلى رشيد يهتدى الى طريقها بأحد عشر عمودا موزعة فى الطريق واحد بعد واحد.