للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال هيرودوط: أخبرنى القسيسون أن هذا المعبد بنى مع بناء المدينة قبل الآن بألفين وثمانمائة سنة. قال: ورأيت أيضا لهذا المقدس معبدا فى صور.

وعلى هذا فهو من أقدم المقدسين، وقد جعل له اليونان معبدين:

أحدهما: يسمى أولا نبيان أبدى ويقربون له القرابين.

والآخر: لأحد شجعانهم.

واستبعد بعض شارحى هيرودوط كون العمود قطعة واحدة من الزمرد.

ونقل عن تيوفرست: أن الزمرد على قلته صغير. نعم إن صدقنا ما فى دفاتر مصر من أن ملك بابل أهدى لأحد ملوك مصر زمردة طولها أربعة أذرع فى عرض ثلاثة، فلا استبعاد. بل فى بعض الدفاتر أن مسلة جوبيتر كانت مرصعة بأربع زمردات طولها أربعون ذراعا، عرض واحدة منها أربعة أذرع وعرض أخرى ذراعان.

ونقل يلين مترجم تيوفرست عن أبيون: أن فى سراية التيه المصرية تمثالا لسبرابيس من زمردة واحدة طولها تسعة أذرع، وفى معبد هرقول الذى بمدينة صور عمود أيضا من زمرد، لكن الظاهر إنه صناعى. وزعم كثير من المؤرخين أنه من الزجاج الملون المجوف وفى جوفه مصابيح. انتهى.

وقد ذكرنا فى صحراء عيذاب بعض ما يتعلق بالزمرد.

وقال استرابون فى ذكر عوائد النوبة: أن أهل مروية يقدسون هرقول وبان وأزيس. وقال أيضا: أن النوبيين يقدسون مقدسين أحدهما: الأبدى خالق كل شئ. والثانى: مخلوق غير معروف ولا له اسم. ويقدسون أيضا كل فاعل خير من الملوك وغيرهم. ويزعمون أن الملوك هم الواسطة بينهم وبين الإله يدافعون عنهم ويتوكلون عليهم.

ومن يسكن منهم فى البلاد الشديدة الحرارة/يكرهون الشمس ويلعنونها كل يوم عند الشروق لشدة حرارتها ويختفون منها فى البحائر.