الأغراب سبة قبيحة لعذبتك، وانتقمت منك لحق منيلاس الذى ضيفّك وأكرمك فخنته وأفسدت عليه زوجته حتى تبعتك بأمواله، فلولا أنك أسوأ الناس لتحاشيت عن هذه الخيانة القبيحة والجناية الكبيرة، ولكنى اليوم تاركك بلا قتل غير أنه يلزمك الخروج من هذه الديار فى ميعاد ثلاثة أيام، وتبقى عندنا زوجة الملك وأمواله حتى يرسل رسولا، وإن لم تخرج على الميعاد عاملناك معاملة الأعداء.
ثم إن منيلاس بعد اختطاف زوجته وأمواله جيّش جيشا من اليونان وسار بهم إلى تكريد بلد الإسكندر فلما وصل إليها خرج إلى البر وضرب خيامه وعسكر بجيوشه وأخذ طائفة منهم وسار بهم إلى ترواده وطلب من الترواديين أن يردوا إليه زوجته والأموال التى أخذت معها، وأن يدفعوا له أرسن هذه الجناية. فاعتذروا إليه بأنه ليس عندهم من ذلك شئ ولا تسبب، وحلفوا له أيمانا وثيقة وأفادوه أن فاعل ذلك لحق بمصر وهو الآن عند ملكها. فلم يقبل اعتذارهم وحاصر المدينة وحاربهم عشر سنين حتى ملكها بعد عناء شديد.
فلما دخلها لم يجد بها هيلانة ولا شيئا من الأموال فسافر إلى مصر على النيل حتى وصل منفيس وأخبر الملك بقصته فأكرم نزله وسلمه زوجته وجميع أمواله، ثم ركب البحر وسار إلى بلاده فاختلفت عليه الرياح، فذبح ولدين من أولاد المصريين قربانا للآلهة لتسهيل الرياح؛ وكانت هذه عادة اليونانيين. فعلم بذلك المصريون فتتبعوه ففر إلى بلاد ليبيا واختفى اه.
وكان هرقول من أكبر المقدسين عند المصريين وكانوا يعدونه من ضمن الاثنى عشر مقدسا المتولدين من المقدسين قبل أمزيس بألف وسبعمائة سنة. وكان له معبد آخر فى بلاد الفنيكيا على غاية من العظم مزين بأنواع التحف والعجائب، من ذلك عمودان أحدهما من الذهب الإبريز والآخر من الزمرد قطعة واحدة يتلألأ فى الليل كالمصباح.