قال استرابون: إن السفن كانت لا ينقطع مرورها فى خليج الإسكندرية وورودها إلى هذا المعبد ليلا ونهارا فكان لا يخلو وقت من سماع الأهوية والألحان ومشاهدة الرقص، واستمر ذلك زمن الفراعنة والبطالسة والرومانيين.
انتهى.
ولما وجدت الديانة الإسلامية فى تلك الديار قل ذلك شيئا فشيئا حتى زال بالكلية وكأنه لم يكن شيئا مذكورا.
وكان بقرب/فرع كانوب معبد لهرقول فى موضع يقال له: هراقلوم، وكان فى غاية التعظيم فكان إذا دخله أحد من الأرقاء واحتمى فيه لا يتعرض له أحد.
قال هيرودوط: سألت الكهنة عما تحكيه اليونان فى حرب ترواده هل لكم به علم أو هو من الخرافات؟ فأجابوا: بأنهم سمعوا ذلك من الملك منيلاس نفسه، وذلك أن الإسكندر المسمى باربس وهو الولد الثانى لبربان ملك ترواده كان قد اختطف هيلانة زوجة منيلاس من مدينة إسبارته، وحل شراع مراكبه وسار إلى وطنه، فاختلفت عليه الرياح وألجأته إلى سواحل مصر، فأرساها على فم فرع كانوب وكان بقربه معبد لهرقول، ومن العادة أن من دخله من الأرقاء محتميا ووهب نفسه للمقدس فإنه يحرم على كل إنسان التعرض له، وقد علم بذلك عبيد الإسكندرية فدخلوا المعبد ووهبوا أنفسهم للمقدس وشكوا هناك بما هو حاصل من سيدهم مع هيلانة، وذلك بحضرة الكهنة وطونيس حاكم البغاز فأرسل طونيس إلى الملك بمنفيس يخبره بهذه الحادثة ويستأذنه فيما يفعل بالإسكندر فأرسل له الأمر بضبطه، فقبض عليه ووضع يده على مراكبه وأرسله مع هيلانة وما معه من الأموال والعبيد الذين احتموا فى المعبد إلى منفيس، فلما صاروا بين يدى الملك سأل الإسكندر عن أصله ووطنه ومن أين أتى؟ فأخبره بالحقيقة، ولما سأله عما يتعلق بهيلانة تلجلج فى الجواب وتحيل فى إخفاء الحق فأفصح العبيد عن الواقع. فقال الملك: لولا أن قتل