ومصالح الناس، واشتهر ذكره خصوصا أيام الفرنساوية حتى تقلد وظيفة رئيس ديوانهم، وانتفع فى أيامهم انتفاعا عظيما من تصديه لقضايا نساء الأمراء المصرية.
ومات ولده فأخذ ميراثه. وكذلك قتل عديله الحاج مصطفى البشتيلى فى الحرابة ببولاق وارث فاستولى على تعلقاته وأطيانه وبستانه الذى فى بشتيل.
واتسع حاله واشترى الجوارى والعبيد.
ولما ارتحل الفرنساوية ودخلت العثمانية انضم إلى السيد محمد المحروقى لأنه كان يراسله بالأخبار حين خرج مع العثمانية فى الكسرة إلى الشام، وبعد رجوعه نوّه بذكره عند أهل الدولة. واحتوى على جملة من الأطيان والرزق فى زمن رجوع المصريين إلى مصر بعد قتل طاهر باشا فى سنة ثمان عشرة، وانكب عليه الأشياخ وأحدق به الأتباع.
وكان عنده ميل للتقدم والرياسة، ولما وقع ما وقع فى ولاية محمد على باشا وانفرد عمر أفندى بالرياسة وصارت بيده مقاليد الأمور حقد عليه المترجم والأشياخ وأغروا عليه حتى أوقع الباشا القبض عليه بمساعدة المهدى وغيره من الأشياخ وأخرجه من مصر. وصفا الوقت للمترجم وتقلد النقابة بعد موت الشيخ محمد بن وفا، وركب الخيول ولبس التاج ومشت أمامه الجاويشية وازدحم بيته بأرباب/الدعاوى وغيرهم. وعمّر دار مسكنه القديمة بكفر الطماعين وأدخل فيها دورا وأنشأ تجاهها مسجدا لطيفا وجعل فيه منبرا وخطبة، وعمّر دارا ببركة جناق.
وداخله الغرور وظن أن الوقت قد صفا له فصادفه الدهر بالنكبات ومات ولده أحمد ولم يكن له سواه فحزن عليه حزنا شديدا، ودفنه بمسجده تجاه بيته وعمل عليه مقاما ومقصورة. وهذه أول نكبة صادفه الدهر بها.
والثانية خروجه منفيا إلى دسوق سنة إحدى وثلاثين، فأقام بها شهرا ثم توجه إلى المحلة الكبرى بشفاعة السيد محمد المحروقى، فلم يزل بها مقلق