بأكياس كثيرة. فلما راق الحال أخذ يذكر الباشا بإنجاز الوعد ويكرر القول عليه وعلى كتخدا بيك بقوله: أنتم تكذبون علينا ونحن نكذب على الناس.
وأخذ يتطاول على كتبة الأقباط بسبب أمور يلزمهم بها ويكلفهم بإتمامها، وعذرهم يخفى عنه فى تأخيرها، فيكلمهم بحضرة الكتخدا ويشتمهم فيحقدون عليه ويشكون منه للباشا والكتخدا، مع أمور غير ذلك مثل:
تعرضه للقاضى فى قضاياه وتشكّى القاضى منه وتوبيخه لأحمد جلبى ابن ذى الفقار كتخدا الفلاح كتخدا إبراهيم باشا بن العزيز بالصعيد بسبب أن الناس قد أكثروا التشكى من أفعاله، فاجتمع عليه المترجم عند السيد محمد المحروقى ولامه فى ملأ من الناس ووبخه فذهب واشتكى إلى الباشا فأوغرت هذه الأفعال صدر الباشا عليه وصار فى نفسه منه شئ.
فلما كان الثانى عشر من ربيع الأول طلب الباشا المشايخ ومنهم الشيخ البكرى فأحضروا خلعة وألبسوها له على منصب نقابة الأشراف، وكتب فرمانا بإخراج الدواخلى منفيا إلى قرية دسوق، فنزل إليه السيد أحمد الملاء الترجمان وصحبته قواس بيده الفرمان فدخلا إليه على حين غفلة. وكان بداخل حريمه لم يشعر بما جرى، فخرج إليه فأعطوه الفرمان فلما قرأه غاب عن حواسه وأجاب بالطاعة. وأمراه بالركوب فركب بغلته وسار إلى بولاق. وانسل مما كان فيه مثل انسلال الشعرة من العجين وتفرق الجمع الذى كان حوله.
وشرع المشايخ فى تنميق عرضحال عن لسانهم بتعداد جنايات الدواخلى وذنوبه الموجبة عزله وأن ذلك بترجيهم والتماسهم عزله ونفيه وبإرسال ذلك العرضحال لنقيب الأشراف بدار السلطنة لأن الذى يكون نقيبا بمصر إنما هو نائب عنه وترسل منه إليه الهدية فى كل سنة.
فمن الذى نمقوه عليه من الذنوب: أنه تطاول على حسين أفندى شيخ رواق الترك بالأزهر وسبه وحبسه من غير جرم؛ وذلك أنه اشترى منه جارية حبشية بقدر من الفرانسة فلما اقبضه الثمن أعطاه بدلها قروشا بدون الفرق