للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما ذهبوا بها إلى الصحراء لترعى من مراعيها الكثيرة المناسبة لصحتها كان الرمل يعلق بأصوافها وجلودها فكان يضر بصحتها وبجودة أصوافها، وكل ذلك كان خافيا على رعاتها لاعتيادهم لأغنام مصر التى لا يضرها شئ من ذلك، ومع ذلك فقد حصل على طول المدة تجنيس الأغنام وتولد منها ومن الأغنام المصرية نتاج حسن الصوف الذى ينتفع به فى الأعمال المقصودة منه. إلا أن ذلك كان غير كاف للمطلوب، فأحضر العزيز المرحوم محمد على هامون الفرنساوى وألزمه بالنظر فى أحوالها، وأن يرتب لها ما يوجب صحتها وجودة صوفها وكثرة نتاجها، وأن يوزعها فى المديريات البحرية مثل الشرقية والمنصورة والغربية، ولا يبقى فى مديرية البحيرة إلا ألفا وخمسمائة رأس منها.

وصدرت الأوامر ببناء مراحات بجهة سيرباى ومحلة روح هذه والمنصورة ونحوها، وعملت لائحة إجراءات تتبع فى كل جهة بمعرفة هامون المذكور من ضمن ما بها أن عدد أغنام المراح الواحد لا يزيد على ألف رأس، ويكون له ناظر أوروباوى، وكاتب يكتب المولود والميت ووقت النزو وعدد الذكور والإناث وبيان جنس الأب والأم ونحو ذلك، وأن لكل مراح ثلاثة رعاة أحدهم رئيس على باقيهم، وأن مؤنة الشتاء تكون برسيما وحبا يابسا من الشعير والذرة.

ومؤنة الصيف تكون من حشيش الشعير ومن الجزر والبنجر وحشائش أخر.

وخصص لتلك الأصناف أرض تزرع فيها وأن النزو يكون فى وسط الخريف ويكون فى وقت واحد، وأن تميز البطون بعضها عن بعض بعلامات، مثلا نتاج أول بطن يعلم بخرق فى الأذن اليمنى، وثانى بطن بخرق فى الأذن اليسرى، والثالث بخرقهما معا وهكذا. وأن تقطع أطراف ذيول النتاج بعد ثلاثة أشهر من الولادة لسهولة النزو وعدم تلويث الصوف، وأن لا تجز الأولاد إلا بعد سنة من عمرها، وكذلك كل الأغنام تجز من السنة إلى السنة. وأن ترسل الذكران الطلوقات إلى بلاد الصعيد لتجنيس الأغنام.