للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأربعة، ولم تزل مراقية فى اختلال إلى أن تلاشت فى زمننا وبها بعد ذلك بقية جيدة.

وتكلم أيضا عن مريوط فقال: أنها تابعة للإسكندرية وبها منازل وبساتين تمتد إلى حدود برقة. والآن صارت قرية من قسم الإسكندرية يتحصل منها الفاكهة والحبوب. وفيها جامع بنى سنة ستمائة وست وستين، وقد حبسها الظاهر بيبرس على جامع الحاكم بالقاهرة.

وفى سنة ثمانمائة وإحدى وعشرين اشتراها المؤيد شيخ محمودى وأصلح بساتينها التى كانت قد تخربت بإغارات عرب لبيد القاطنين فى أرض برقة.

ونقل كترمير عن رجل جغرافى من العرب لم يعرف اسمه: أن مريوط قرية كبيرة بها كثير من البساتين، ويتحصل منها كثير من الفاكهة واللوز المتحصل منها رقيق القشرة جدا بحيث أنه يكسر بين الإصبعين بسهولة.

ونقل كترمير عن الأمير أندريوس: أن مدينة مريوط على بعد أربعة أميال من الإسكندرية فى الجهة الغربية بقدر ساعتين ونصف بسير الجواد، وقريبة من البحر المالح، وفيها ثلاثة آبار عميقة على غاية من الحفظ ينزل فيها كل عام ماء المطر، ويشاهد فى نواحيها أطلال أبنية عتيقة وقبور إسلام على أحجارها ورخامها نقوش تشتمل على تواريخ وتهليل وأسماء الأموات.

وأرض مريوط فى الأصل طيبة التربة تشبه طينة وادى النيل فلعلها تكونت عن مياه النيل الذى كان يجرى فى أرضها فى سالف الأحقاب ويدل لذلك ما قاله هيرودوط: أن أهالى مدينتى مريوط وأيبيس الكائنتين فى حدود الليبيا كانوا ينكرون أنهم مصريون ويقولون نحن ليبيون كراهة لعوائد المصريين، وكان المصريون يمنعونهم من أكل لحم البقر فطلبوا من الكاهن الإذن فى أكل أى نوع أرادوا من الحيوانات لما أنهم ليسوا مشاركين للمصريين فى سكنى ولا فى لغة ولا عوائد بل هم خارجون عن أرض مصر ولغتهم تخالف لغتهم، فلم يقبل منهم ذلك قائلا: إن جميع الأرض التى تسقى بفيض النيل تعد من مصر