للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يمكن الجزم بأن الموجود الآن هو آثارها إذ يحتمل أنه حصل لمدينة هليوبوليس ما حصل لغيرها من المدن.

ولما خلفت الديانة العيسوية الديانة الوثنية احتقرت بالضرورة مبانى الديانة المنبوذة والذى لم يتغير وضعه لمناسبة الديانة الجديدة جعل مساكن ونحوها.

وآثار معبد هليوبوليس فى بحرى المطرية على بعد ألف متر، والسياحون الوافدون على مصر من جميع الأقطار كثيرا ما يذهبون إلى هذه البلدة لمشاهدة شجرة وبئر هناك يزعمون أنهما من آثار السيدة مريم العذراء.

وأخبر بعض السياحين المسمى وانسلب الذى ساح فى مصر فى سنة ألف وستمائة واثنتين وسبعين من الميلاد: أنه توجه من مصر فى الثانى عشر من شهر يوليا ومعه بعض أصحابه فوصل إلى المطرية بعد ساعتين بسير الحصان، فنظر زاوية بنيت محل كنيسة قديمة للقبط بها آثار من آثار المسيح فى محل يسمى المقعد، ورأى هناك حوضا يعتقد الأقباط أن السيدة مريم كانت تغسل ثياب ابنها فيه، وكانت تضجعه فى القبلة التى هى محل عبادتهم ودعواتهم. والمسلمون والأقباط معا يعتقدون أن سيدنا عيسى اغتسل فى البئر التى فى المقعد فزادت حلاوة مائها عن باقى المياه.

قال: وبعد أن استرحنا فى المقعد وشربنا من الماء دخلنا البستان ونظرنا شجرة الجميز التى تزعم القبط أنها انشقت واختفى بداخلها المسيح وأمه حينما كان يطلبهما أعوان الظالم هيرودس. وأن محل انشقاقها كسى بالعنكبوت فى الحال. انتهى.

ثم لإتمام الفائدة نورد هنا ما ذكره المقريزى فى خططه مما يتعلق بالهياكل فنقول: قال المقريزى: كان يقال لعين شمس فى القديم رعمساس وكانت هيكلا تحج الناس إليه ويقصدونه من أقطار الأرض فى جملة ما كان يحج إليه من الهياكل التى كانت فى قديم الدهر، ويقال أن الصابئة أخذت هذه الهياكل