والثانى هرمس البابلى سكن كلوازه مدينة الكلدانيين، وكان بعد الطوفان، وهو أول من بنى مدينة بابل بعد نمرود بن كوش.
والثالث هرمس المصرى، وهو الذى يسمى طريس ميجيسطيس أى المثلث بالحكمة لأنه جاء ثالث الهرامسة الحكماء.
قال: ونقلت ذلك من صحيفة نبذ وهى من مقالاته إلى تلميذه طاطى على سبيل سؤال وجواب بينهما، وهى على غير نظام وولاء لأن الأصل كان باليا ممزقا والنسخة موجودة عندنا بالسريانية.
وقيل أن هرمس الأول بنى مائة وثمانين مدينة أصغرها الرها، وسن لناس عبادة الله والصوم والصلاة والزكاة والتعييد لحلول السيارة بيوتها وإشراقها، وكذلك كلما استهل الهلال وحلت الشمس برجا من الاثنى عشر، وأن يقربوا قرابين من كل فاكهة باكورتها، ومن الطيب والذبائح والخمور أنفسها، وحرم السكر والمآكل النجسة.
والصابئة تزعم أن شيث بن آدم هو أغاثا ديمون المصرى معلم هرمس، وكان إسقليبيا زيس الملك أحد من أخذ الحكمة عن هرمس، وولاه هرمس ربع الأرض المعمورة يومئذ وهو الربع الذى ملكه اليونانيون بعد الطوفان، ولما رفع الله هرمس إليه حزن أسقليبيازيس حزنا شديدا تأسفا على مافات الأرض من بركته وعلمه، وصاغ له تمثالا على صورته ونصبه فى هيكل عبادته، وكان التمثال على غاية ما يمكن من ظهور أهبة الوقار عليه والعظمة فى هيبته، ثم صوره مرتفعا الى السماء. وكان يمثل بين يديه تارة ويجلس أخرى ويتذكر شيئا من حكمه ومواعظه وحثه على العبادة، وبعد الطوفان ظن اليونانيون أن الصورة لإسقليبيازيس فعظموه غاية التعظيم، وكان أبقراط إذا عهد إلى تلامذته يقول:
ناشدتكم الله بارئ الموت والحياة وأبى وأبيكم إسقليبيازيس، وكان يصوره وبيده نبات الخطمى رمزا/منه إلى فضيلة الاعتدال فى الأمور واللين والمواتاة والمطاوعة فى المعاملة انتهى.