المحبة وكمال الألفة. فكان الرجل من أتباعه يسلم زوجته لأخيه فى الطريق مرضاة للشيخ، فلما تمكن كل التمكن ساقهم إلى طريق الضلال بالمرة وجعل يقيم لهم البراهين من مذهب الثانوية حتى جردهم بوساوسه عن معالم دينهم.
وصار يحلل لهم الخبائث ويحسن لهم القبائح وجوّز لهم قتل من لم يتبعه وسلب أمواله. وأراهم أنهم ليس عليهم صلاة ولا صيام ولا شئ من التكاليف، وأنه لا عقاب عليهم فى الآخرة بل صاحب الطريق هو الذى يقوم عنهم بذلك كله.
وقد تكلم الشريف أبو الحسن محمد المعروف بأخى محسن على تاريخ حمدان بن الأشعث القرماط بغاية التفصيل، وقال: إنه تلقى أصول مذهب الإسماعيلية عن حسين الأهوازى الذى كان داعيا فى العراق عن أحمد ابن عبد الله بن ميمون بن ديصان جد عبيد الله المهدى وميمون، هذا هو الملقب بالقداح، وهو جد سعيد المسمى عبيد الله الملقب بالمهدى أول الخلفاء الفاطميين. هذا قول أعداء الفاطميين فإنهم يجعلونهم من خليفة ميمون هذا.
وأما محبوهم فيجعلونهم من ذرية على بن أبى طالب كرم الله وجهه. وعليه أبو الفداء وابن خلكان والمقريزى.
وفى تاريخ أبى فضيل: أن أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق هم: محمد وعلى وفاطمة، والعقب منهم فى محمد من ولده إسماعيل بن محمد، وجعفر ابن محمد وله من الولد إسماعيل الأكبر والحسن ومحمد الحبيب. فمن ولد محمد الحبيب على زعم بعض النسابة عبيد الله المهدى القائم بإفريقية -بكسر الهمزة وسكون الفاء وكسر الراء وياءين مثناتين بينهما قاف مكسورة- مدينة بالمغرب.
ونقل المؤلف المذكور صورة ما قرر فى مجلس عقد فى بغداد سنة اثنتين وأربعمائة هجرية بحضرة العلماء والأمراء. وحكم فيه بأنهم ليسوا من أولاد فاطمة بل هم زنادقة ملحدون ومعطلون للإسلام، جاحدون أباحوا الفروج، وأحلوا الخمور. وممن حضر ذلك المجلس من أعلام الناس، الشريفان الرضى