وكذاك أعيان التجار وغيرهم … ممن بمصر صار معهم أنهرا
لهفى على الشرع الشريف وحكمه … قد كان فى زمن القضاة موقرا
يا لهف قلبى للشهود بمجلس … كانوا به تقضى الحوائج للورى
الله أكبر إنها لمصيبة … وقعت بمصر ما لها مثل يرى
ولقد وقفت على تواريخ مضت … لم يذكروا فيها بأعجب ما جرى
لهفى على عيش بمصر قد خلت … أيامه كالحلم ولى مدبرا
وأتى من التكدير ما لا مخبر … سمعت به أذن ولا عين ترى
وتوقف النيل السعيد عن الوفا … فى هذه الأيام آخر ما جرى
وتزايد الكرب العظيم لأجله … حتى وفى وبه المنادى بشرا
قد كان هذا الانتقام بمصرنا … سبقت به الأقدار كان مقدرا
يا ليت شعرى بعد هذا كله … تنفى الهموم ونرتجى فرجا يرى
يا رب إنّا بالنبى المصطفى … والأنبياء الكل سادات الورى
نسألك كشفا للكروب بسرعة … واعف عن الإجرام عفوا واغفرا
قد جاد لابن إياس شعر قاله … لكن منه النظم يحكى جوهرا
ثم الصلاة على النبى محمد … والآل والأصحاب ممن بشرا
ماماس غصن فى الرياض وغردت … أطياره عند النسيم إذا سرى
انتهى.
وفى تاريخ الجبرتى من حوادث سنة ألف ومائتين وأربع عشرة: أنه فى شهر شوال كانت الواقعة المشهورة بين الفرنساوية والوزير يوسف باشا فى جهة المطرية وغيرها، ومحصلها أنه لما حصل عقد الصلح بين الفريقين كما هو مذكور فى الكلام على العريش، أخذ الفرنساوية فى أهبة الرحيل وشرعوا فى بيع أمتعتهم وما فضل من سلاحهم ودوابهم، وسلموا غالب الثغور والقلاع كالصالحية وبلبيس ودمياط والسويس.