وتوجه المغربى إلى الحسينية لمحاربة الفرنسيس، فمنع ذلك عثمان كتخدا وحرض المحروقى الناس على القتال فمنعه نزلة أمين.
فلما كان يوم الجمعة غرة شهر ذى الحجة خرجت العثمانية، وإبراهيم بيك وأمراؤه، والألفى، والسيد عمر مكرم، والسيد المحروقى الشاه بندر، وكثير من أهل مصر. فكانت مدة الحصار والحرب بما فيها من ثلاثة أيام الهدنة/نيفا وثلاثين يوما، تخربت فيها خطة الأزبكية الشرقية من جامع عثمان، والفوالة، وحارة كتخدا، ورصيف الخشاب، وخط الساكت إلى بيت سر عسكر، وجهة باب الهواء، وحارة النصارى، وجهة بركة الرطل، وكوم الريش، وجهة قنطرة الحاجب وغير ذلك.
وركب المشايخ فى عصر ذلك اليوم وذهبوا إلى سر عسكر فجلسوا عنده ساعة، ثم قاموا من عنده وشقوا المدينة وطافوا بالأسواق وبين أيديهم المناداة بالأمان. وفى ثانى يوم ركبوا إليه أيضا فى قبة باب النصر ومشوا فى موكبه ودخل من باب النصر وزينت البلدة ثلاثة أيام.
وفى يوم الأربعاء عمل سر عسكر وليمة دعا العلماء والأمراء إليها ثم أمرهم بالعودة إليه يوم الجمعة ليرتب الديوان معهم.
وفى يوم الخميس سابع الشهر ذهب أمراء الفرنساوية إلى جزيرة الذهب عند مراد بيك باستدعاء منه، فمد لهم سماطا وأهدى إليهم هدايا، وقلدوه إمارة الصعيد من جرجا إلى أسنا.
وفى يوم الجمعة اجتمعت المشايخ ووجوه الناس عند سر عسكر. وفى أول المجلس لامهم على ما حصل من العصيان، ثم ضرب على البلد عشرة ملايين فرنك، والفرنك يومئذ ثمانية وعشرون نصف فضة وجملة ذلك مليونان من الفرانسا، وقال: هذا المبلغ عبارة عن خمسة عشرة خزنة رومية بثلاث عشرة خزنة مصرية، منها على الشيخ السادات خمسة وثمانون ألف فرانسا، والشيخ العنانى خمسة عشر ألف فرانسا، والشيخ محمد بن الجوهرى خمسون ألفا، وعلى أخيه فتوح كذلك، والشيخ مصطفى الصاوى كذلك. واقتطع من