والجنوب الغربى من المدينة على بعد أربعة آلاف متر، وتذكر الأهالى أنه كان بهذا الموضع بربى من آثار بلد قديم، ومنها الكوم الأخضر، وهو تل قليل السعة فى أول جسر تندة وفيه بعض طوب وشقاف. ومنها كوم العفريت فى شرقى الكوم الأخضر وكوم الصالحة والكوم السلطانى وكوم جرفة. كل هذه كيمان جاهلية قديمة منتشرة حول المدينة.
والظاهر أنه كان بها معابد وكنائس فى زمن النصرانية ثم تخربت وأخذت أنقاضها فى مبانى المدينة. وأهل هذه المدينة يزعمون أنه كان فى محل تندة بلد قديم كان فيه كنيسة جعلها المسلمون جامعا، وكانت تعرف بالكنيسة الرومانية أعمدتها من الرخام. وبالقرب منها بئر ماء عندها مجرى من البناء يوصل الماء منها إلى الكنيسة.
وفى خطط المقريزى: أن هذه المدينة بالجانب الغربى من النيل، وأن أرضها معروفة بزراعة قصب السكر. وكان بها عدة أحجار لعصره. وآخر من كان بها من أرباب الأموال أولاد فضيل، بلغت زراعتهم فى أيام الناصر محمد ابن قلاوون ألفا وخمسمائة فدان من القصب فى كل سنة. فأوقع النشو ناظر الخاص الحوطة على موجودهم فى سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، فوجد من جملة ما لهم أربعة عشر ألف قنطار من القند حملها إلى دار القند بمصر سوى العسل. وألزمهم بحمل ثمانية آلاف قنطار بعد ذلك. وأفرج عنهم، ووجدوا لهم حاصلا-لم يهتد له النشو-فية عشرة آلاف قنطار قند سوى ما لهم من عبيد وغلال، وغير ذلك. انتهى.
وفى القاموس العربى القند والقندة والقنديد عسل قصب السكر إذا جمد، معرب. انتهى.
وفى كتاب نزهة الناظرين: أن أمير اللواء محمد بيك حاكم دجرجا قتل خنقا فى سجن هذه المدينة فى عهد الوزير غازى محمد باشا بن شاسوار المتولى وزارة مصر فى عشرين من ذى القعدة سنة سبع وستين بعد الألف.