وبعد خنقه حزت رأسه وسلخت. وكان الوزير إذ ذاك نازلا بعساكره فى هذه المدينة، وذلك فى ليلة الخميس رابع شهر رجب الحرام سنة تسع وستين بعد الألف. ثم توجه الوزير بعساكره ومعه رأس محمد بيك ورءوس كثير من عصبته العاصين معه، وجاءوا بها إلى مصر. انتهى ملخص.
وسبب قتله وقتل من معه مبسوط فيما كتبناه على مدينة منفلوط فليراجع.
ولهذه المدينة سوقان بحوانيت كثيرة مشحونة بالبضائع اللازمة لأهل البلاد المجاورة لها من ثياب القطن والحرير والجوخ، وفروع العطارة والعقاقير والنحاس وغير ذلك.
وبها خانات وقهاو وخمارات وقصور مشيدة، وشوارع متسعة وحمام، وفوريقة كان ينسج بها ثياب القطن والكتان وقد بطل ذلك الآن. وبها قشلاق للعساكر. وأحجار لعصر زيت السلجم وغيره. وعصارات لقصب السكر. وهذا الصنف يزرع فى أرضها كثيرا إلى الآن ككثير من البلاد المجاورة لها كقلندول والروضة.
وفيها حرف كثيرة، ولها شهرة بنسيج الملاءات القطن. وسوقها العمومى كل يوم أحد. والترعة الإبراهيمية تمر بلصقها من الجهة الشرقية، وتجاهها محطة السكة الحديد على الجانب الشرقى للإبراهيمية، وفى شرقيها على شاطئ البحر قصر كان ينزل به العزيز محمد على، وفى شمالها الشرقى دير الريدمون.
وفى المقريزى: أن هذا الدير فى شرقى ملوى وفى غربى أنصنا وهو على اسم الملك غبريال، يجتمع فيه النصارى. وفيها عدة كنائس منها: كنيسة العذراء، وكنيسة جرجس، وكنيسة الملك ميخائيل، وهى أقدم الجميع.