وفى الجبل الشرقى القريب من هذه المدينة مغارة تعرف بين الأهالى بأسطبل عنتر وهى من ضمن مغارات كثيرة نحتها الأقدمون فى الجبل، ويسميها بعض الناس بالديوان.
وهناك مقام الشيخ سعيد فى محل مرتفع من الجبل فى الجهة البحرية من تلول أنصنا/على بعد أربعة آلاف وثلاثمائة متر. وعادة النوتية أنه عند محاذاة السفن لهذا الولى يرمون شيئا من الخبز فى الماء ويزعمون أن طيرا يأخذه ويضعه فى كوّة من البناء الذى على ضريحه ليكون قوتا للزائرين. ويسمى الجبل هناك بجبل الشيخ سعيد.
ومن محلات أسطبل عنتر إيوان طوله ثمانون مترا فى عرض أربعين محمول على خمسة أكتاف من الحجر تركت عند تحت هذه الإيوان من الجبل. وفى زمن فيضان النيل وأعمال الفلاحة يقيم به الناس بمواشيهم، ولذا يوجد به كثير من الزبل والأرواث. وهناك دير أنبا بشاى فى موضع يحيط به سور وبداخله كنيسة، وهو قريب من دير النخلة الذى فى جنوب دير أبى حنس الملاصق لآثار مدينة أنصنا. وذلك الدير يشتمل على كثير من مساكن النصارى وفيه كنيستان. وإلى الآن يوجد على جدران تلك المغارات نقوش وكتابات مصرية قديمة.
ثم أن ما فى شرقى هذه المدينة من الأطيان وما فى شمالها إلى ساقية موسى كان غير صالح للزرع لعدم ريه، وكثرة نبات الحلفاء به، فقد كانت فيه غابات من الحلفاء يختفى فيها الوحوش وتسرح فيها الأنعام، ولا مالك لها وليس عليها مال. ولا يظن من يراها زوال ذلك منها، وبقيت كذلك زمنا مديدا، فلما لاحت لها التفاتة من الهمم الخديوية الإسماعيلية أمر بإحيائها بتنقيتها من الحشائش الفاسدة وإجراء الماء عليها، فنقيت وعملت فيها ترع وجسور بقوانين هندسية، فرويت وحييت بعد موتها وأخصبت، لا سيما بعد حدوث الترعة الإبراهيمية وصار يزرع فيها قصب السكر كثيرا والقطن والقمح والشعير وغير ذلك. وأمنت من التشريق الذى كان متواليا عليها.