للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولما وصلت الأخبار إلى مصر اشتد بأمير الجيوش الغيظ والغضب وأمر الجنرال دوقا بأن يتوجه الى المنصورة ويحرقها ويقتل كل من بها، فسار الجنرال بثلاثة آلاف من العساكر.

ولما بلغ أهالى المنصورة قدومه هربوا منه ولم يبق إلا القليل. وحين وصوله رأى البلد خرابا، وتقدم إليه الباقون واعتذروا له بقولهم: إن أهالى المدينة ليس لهم ذنب فى ذلك الصنيع، وإنما صدر ذلك من الفلاحين والعرب. وأن أهالى المدينة حيث تحققوا أن ليس لهم اقتدار على منع أولئك اللموم فروا هاربين. فقبل عذرهم وعفا عن خراب ديارهم، وأمرهم بالرجوع والطاعة والخضوع. ولكن قال لهم: حيث إنكم فى أول إقدامهم على مبادئ هذه الأمور لم تخبروا بذلك، ولا قدمتم به إفادة فيلزمكم أن تدفعوا أربعة آلاف كيسة جريمة قيمة قصاصكم حيث فرطتم فى هذا الأمر، فدفعوها.

وعرض على أمير الجيوش ما فعل معهم فرجع له الجواب: بأن يأمر أهل تلك الأقاليم بأن يرفعوا بيرق الفرنساوية على رؤوس المآذن، وكل بلد لا ترفعه حالا تحرق. انتهى.

ولم تزل هذه المدينة إلى اليوم عامرة آهلة، بل ازدادت عمارتها وثروة أهلها. وفيها ديوان المديرية والمجلس المحلى الضابطية والمحكمة الشرعية، وهى محكمة ولاية كبيرة مأذونة بالمبايعات والإسقاطات والأيلولات والرهونات ونحو ذلك.

وفى مراكز مديريتها خمس محاكم غيرها كانت مأذونة بما عدا عقد بيع الأطيان. فإن ذلك لا يكون إلا أمام المدير أو وكيله. وهى محكمة منية عمر وسمنود والسنبلاوين ودكرنس وفارسكور.

وفى مدينة المنصورة أستبالية لمعالجة المرضى. وشون لغلال الميرى.

ومبان مشيدة وقيساريات وخانات نحو الخمسين مشحونة بالمتاجر، فيوجد بها طاقات المقصب وثياب الحرير والجوخ وثياب الكتان والقطن. والنحاس وغير ذلك من مشتملات المدن الكبيرة. وبها بورصات على شاطئ النيل تجتمع فيها/التجار من الإفرنج وغيرهم. وبها جملة من المقاهى والخمارات.