صاحب نعمة وافرة، وحرمة زائدة، وصولة قوية، ومحبة فى العلماء والصلحاء، وفاق أستاذه على بيك فى العطايا وبذل الطعام للخاص والعام فحسده أقرانه وأوقعوا الفتنة بينه وبين الوزير غازى باشا. وكان لهذا الباشا بطانة غير عاقلة ولا ناصحة ولا صالحة، فأشعلوا نار العداوة، وتغالوا فى إشعالها حتى حصل ما سمعته.
ثم قال فى القلائد أيضا: أن الوزير غازى باشا قد حبسه السلطان بقلعة الجبل مدة ثم قتله. وقبل قتله وهو مسجون أرسل تذكرة بخطه بالتركى للشيخ البكرى عربها حسن أفندى عجم زاده فإذا مضمونها:
سألتك بالله وبالنبى ﷺ وبجدك الصديق إلا ما عفوت عنى فإن عدم تقيدنا لخدمتكم، أوجب هذا. ونرجو ببركة دعائكم أننا نخلص من هذه الشدة ونتقيد بمصالحكم. قال: ولما دخل عليه الأمير محمد المقرقع وهو محبوس ومعه الخط الشريف بقتله. قال له: يا مولانا الوزير تهيأ فهذا أمر السلطان. فقال له الوزير: هذا أمر الله، وتوضأ وصلى ركعتين، وخنق ودفنوه بجوار السادة البكرية والإمام الشافعى.
ووجدوا فى مكتوب الوزير غازى ﵀ أبياتا حسب الناس أنها له، وخمّست كثيرا، وأجل من خمسها شيخ الإسلام أستاذ عصره شيخنا الأستاذ محمد زين العابدين البكرى الصديقى وهذا تخميسه:
صبرت على البلايا كل جهدى … وقلت عسى جميل الصبر يجدى