وكان بمنفلوط نحو الستين نفرا من المغاربة قاصدين الحج فى هذه السنة فطلب جمالهم لحمل أثقاله، فأبوا أن يسلموها له فقتلهم عن آخرهم وقتل من بسجنه أيضا. فيقال: إنه قتل فى تلك الساعة نحو مائة وخمسين نفسا، وأخذ ما يحتاج إليه وفر إلى الواحات. فأرسل العساكر إلى الوزير مكتوبا أخبروه بذلك فبعث خلفه بعثا للقبض عليه، وتوجه إلى منفلوط فقبض على من كان بها من جماعة محمد بيك.
وفى يوم الخميس خامس عشر جمادى الآخرة وردت البشائر إلى الوزير بالقبض على محمد بيك بناحية القصر من بلاد الواحات. وأخبره الآتى بالبشارة وهو خليل كتخدا: بأنه لما تقابل مع العساكر الذين بعثوا خلفه تقاتل معهم فقتل غالب جماعته ومنهم قانصوه كتخدا وجملة من كشافه وأعيان جماعته. ولما لم يجد بدا من تسليم نفسه طلب الأمان، فقبضوا عليه ووضعوا فى رقبته زنجيرا وجزوا رءوس الأعيان السبعة عشر ثم جاءوا بها إلى الوزير بمنفلوط.
ويقال: إن الوزير أنعم على خليل كتخدا لما بشره بخمسين عثمانيا، وخلع عليه وعلى من معه وكتب إلى قائم مقام مصر أن يشهر النداء بالأمان، وإعلان القبض على محمد بيك.
وفى يوم الأربعاء ثالث رجب حضر غطاس بيك ومن معه من العساكر بمحمد بيك مكبلا فى حديده إلى ناحية ملوى، وكان الوزير ارتحل إليها.
وفى ليلة الخميس رابع الشهر خنق محمد بيك فى السجن وجزت رأسه وسلخت، ثم قام الوزير بعساكر ومعهم رأس محمد بيك وباقى رءوس القتلى، وجاءوا بها إلى مصر. وانحل سعر الغلال، وكان سبب غلائها هذه المفسدة.
انتهى.
وقال صاحب قلائد العقيان العلامة الشيخ إبراهيم بن عامر العبيدى المالكى سبط آل الحسين ﵃: أن محمد بيك المذكور كان