للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال استرابون:

كانت مدينة منف بعيدة عن رأس ملتقى فرعى النيل، المسمى عند اليونان بالدلتا بقدر ثلاث شينات، والشين: مقياس كان مستعملا عند المصريين فى الزمن القديم، ويقرب منه الفرسخ، والذى حققه بعضهم أن الدلتا عند اليونانيين اسم لمحل قرية بيسوس، التى كان يبتدئ منها بحر الطينة، وهو بحر أبى المنجى، وجعل الأدريسى هذا البعد ثلاثة فراسخ، فعبر بالفرسخ بدلا عن الشين زاعما أنهما واحد، وليس كذلك.

وإذا نظرنا إلى البعد الذى قرره استرابون على الخرطة بالبدء من بيسوس، نجده يقع قبلى ميت رهينة، على بعد ألفى متر منها، فلعله كان فى هذا الموضع أحد أبواب المدينة. وعلى كلامه كان الجبل الذى بنى عليه الهرم الكبير وغيره بعيدا عن المدينة بخمس وأربعين إستادة.

وهذا البعد يقع هناك على جسر قديم متخرب، وبه تتحد النقطة البحرية الغربية.

وذكر بلين بعدين يتحد بهما الحد البحرى لمنف أو ضواحيها من هذه الجهة، أحدهما: من رأس ملتقى فرعى النيل إليها، وجعله خمسة عشر ميلا، وثانيهما: بعدها عن الأهرام، وجعلها سبعة أميال ونصف. فلو رسم قوسا دائرة بهذين البعدين من رأس الملتقى والهرم، لتقاطعا فى نقطة قريبة من المنوات، واقعة فى الحدود المحدّدة بأبعاد ديودور، ويمكن إعتبار أنها الحد البحرى للمدينة أو ضواحيها.

وفى بعض مؤلفات بلين، وجد بعدا آخر، وهو ستة أميال من الأهرام إليها. فإن اعتبر هذا البعد وقعت نقطة التقاطع عند الجسر المتخرب غربى بوصير إلى بحرى.

ويغلب على الظن أن هذا المكان كان بابا من أبواب ضواحى المدينة، وحينئذ قد تعين نقطتان: واحدة فى قبلى المدينة، وواحدة فى بحريها.