صعدوا ضموا البناء حتى يكون السطح الموازى للمربع الأسفل مربعا أصغر من المربع السفلانى، ثم عملوا فى السطح المربع الفوقانى مربعا أصغر بمقدار ما بقى من الحاشية ما يمكن رفع الثقيل إليه، وكلما رفعوا حجرا مهندما رصوا إليه ذكرا وأنثى، إلى أن إرتفع مقدار مثل المقدار الأول، ولم يزالوا يفعلون ذلك إلى أن بلغوا غاية لا يمكنهم بعدها أن يفعلوا ذلك، فقطعوا الإرتفاع، ونحتوا الجوانب البارزة التى فرضوا لرفع الثقيل، ونزلوا فى النحت من فوق إلى أسفل، وصار الجميع هرما واحدا. انتهى.
وقد مر فى كلام هيرودوط أن كيوبس كسا الهرم الأول جميعه بالحجر المصقول المحكم اللحامات، وكل حجر منه لا ينقص عن ثلاثين قدما، وأن الهرم الثانى متكئ على مداميك من حجارة (ايتونيا) وهى حجارة مختلفة الألوان، وأن كسوة الهرم الثالث من حجارة (ايتونيا) أيضا.
ومر أيضا عن ديودور أن الأهرام الثلاثة مبنية من حجارة صلبة، صعبة النحت، طويلة البقاء، وأن أوجه الهرم الثالث إلى غاية المدماك الخامس عشر من حجارة سود تشبه حجارة طيبة، وأعلاه من جنس حجارة الهرمين الأولين.
وفى بعض العبارات: إن مقدار الحجر الواحد من أحجار الهرم الكبير مائتا قدم مكعب، وأقل ما يكون وزنه ثلاثين ألف كيلوجرام، عبارة عن ستمائة وستة وستين قنطارا/وثلثى قنطار مصرى تقريبا.
ونقل المقريزى أن بإزاء الأهرام مغاور كثيرة العدد، كبيرة المقدار، عميقة الأغوار، لعل الفارس يدخلها برمحه ويتخللها يوما أجمع ولا ينهيها؛ لكبرها وسعتها وبعدها، ويظهر من حالها أنها مقاطع حجارة الأهرام. وأما مقاطع حجارة الهرم الأحمر، فيقال إنها بالقلزم وبأسوان. انتهى.
وبعض الإفرنج استدل ببعض كتابات على أن أحجار الأهرام جلبت إليها من جبل طرا.