دق رأسهما حتى يصير مثل مفرش حصير. وهما من المرمر وعليهما الأقلام السبعة: اليونانية، والعبرانية، والسريانية، والسندية، والحميرية، والرومية والفارسية.
قال: وحكى لى من دخل الهرم المفتوح أنه وجد فيه قبرا، وأن فيه مهالك. وربما خرج الإنسان فى سراديب إلى الفيوم.
ثم قال: وهذا البناء ليس بين حجارته بلاط إلا ما يتخيل أنه ثوب أبيض فرش بين حجرين أو ورقة، ولا يتخلل بينهما الشعرة. وطول الحجر منها خمسة أذرع فى سمك ذراعين.
ويقال إن بانى الهرمين جعل لهما أبوابا على آزاج مبنية بالحجارة فى الأرض، كل حجر منها عشرون ذراعا، وكل باب من حجر واحد يدور بلولب إذا أطبق لم يعلم أنه باب. يدخل من كل باب منها إلى سبعة بيوت. كل بيت على اسم كوكب من الكواكب السبعة، وكلها مقفلة بأقفال، وحذاء كل بيت صنم من ذهب مجوف إحدى يديه على فيه، فى جبهته كتابة بالسندى، إذا قرئت إنفتح فوه فيؤخذ منه مفتاح ذلك القفل فيفتح به. انتهى.
قال: ومما قيل فى الأهرام: رسالة لضياء الدين بن الأثير فى وصف مصر: ولقد شاهدت منها بلدا يشهد بفضله على البلاد، ووجدته هو المصر، وما عداه فهو السواد، فما رآه راء إلا ملأ عينيه وصدره، ولا وصفه واصف إلا علم أنه لم يقدر قدره، وبه من عجائب الآثار ما لا يضبطها العيان، فضلا عن الاخبار. من ذلك الهرمان - اللذان هرم الدهر وهما لا يهرمان - قد اختص كل منهما بعظم البناء، وسعة الفناء، وبلغ من الارتفاع غاية لا يبلغها الطير على بعد تحليقه، ولا يدركها الطرف على مدة تحديقه، فإذا أضرم برأسه قبس ظنه المتأمل نجما، وإذا استدار عليه قوس كان له سهما. انتهى.
/وفى خطط المقريزى أن المأمون عند فتحه الأهرام أمر من صعد الهرم الكبير أن يدلى حبلا، فكان طوله ألف ذراع بالذراع الملكى، وهو ذراع