للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالأموال الجمة، والآلات، والتماثيل المعمولة من الجواهر النفيسة، وآلات الحديد الفاخر من السلاح الذى لا يصدأ، والزجاج الذى ينطوى ولا ينكسر، والطلسمات الغريبة، وأصناف العقاقير المفردة والمؤلفة، والسموم القاتلة.

وعمل فى الهرم الشرقى أصناف القباب الفلكية والكواكب، وما عمله أجداده من التماثيل والدخن التى يتقرب بها إلى الكواكب ومصاحفها، وكوّن الكواكب الثابتة وما يحدث فى أدوارها وقتا وقتا، وما عمل لها من التواريخ والحوادث التى مضت، والأوقات التى ينتظر فيها ما يحدث، وكل من يلى مصر إلى آخر الزمان، وجعل فيها المظاهر التى فيها المياه المدبرة، وما أشبه ذلك. وجعل فى الهرم الملون أجساد الكهنة فى توابيت من صوان أسود، ومع كل كاهن مصحف فيه عجائب صناعته وأعماله وسيرته، وما عمل فى وقته وما كان، وما يكون من أول الزمان إلى آخره.

وجعل فى الحيطان من كل جانب أصناما تعمل بأيديها جميع الصنائع على مراتبها وأقدراها، وصفة كل صنعة وعلاجها وما يصلح لها. ولم يترك علما من العلوم حتى زبره ورسمه. وجعل فيها أموال الكواكب التى أهديت إلى الكواكب، وأموال الكهنة، وهو شئ عظيم لا يحصى، وجعل لكل هرم منها خادما.

قال: وذكر القبط فى كتبهم أن عليها منقوشا ما، تفسيره بالعربية: أنا سوريد الملك، بنيت هذه الأهرام فى وقت كذا وكذا. وأتممت بناءها فى ست سنين، فمن أتى بعدى وزعم أنه ملك مثلى فليهدمها فى ستمائة سنة - وقد علم أن الهدم أيسر من البنيان - وإنى كسوتها عند فراغها من الديباج فليكسها بالحصر. فنظروا فوجدوا أنه لا يقوم بهدمها شئ من الأزمان الطوال. انتهى.

وفى حسن المحاضرة للسيوطى قال صاحب المرآة: من عجائب مصر الهرمان، سمك كل واحد خمسمائة ذراع فى ارتفاع مثلها. كلما ارتفع البناء