ومن العجائب والعجائب جمة … دقت عن الإكثار والإسهاب
هرمان قد هرم الزمان وأدبرت … أيامه وتزيد حسن شباب
لله أى بنية أزلية … تبغى السماء بأطول الأسباب
وكأنما وقفت وقوف تبلد … أسفا على الأيام والأحقاب
كتمت عن الأسماع فضل خطابها … وغدت تشير به إلى الألباب
وقال غيره:
قد كان للماضين من سكان مصرهم … فالفضل عنهم فضله والعلم فيهم علم
ثم انقضت أعلامهم وعلمهم واحتطموا … وانظر تراها ظاهرا باد عليها الهرم
ونقل عن الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه الكاتب، أن سوريد لما أكمل بناء الأهرام جعل لها أبوابا تحت الأرض بأربعين ذراعا.
فأما باب الهرم الشرقى فإنه من الناحية الشرقية على مقدار مائة ذراع من وسط حائط الهرم. وأما باب الهرم الغربى، فإنه من الناحية الغربية على مقدار مائة ذراع من وسط الحائط. وأما باب الهرم الملون، فإنه من الناحية الجنوبية على مقدار مائة ذراع من وسط الحائط. فإذا حفر بعد هذا القياس وصل إلى باب الأزج المبنى، ويدخل إلى باب الهرم، وجعل إرتفاع كل واحد من الأهرام فى الهواء مائة ذراع بالذراع المكى، وهو خمسمائة ذراع بذراعنا الآن، وجعل طول كل واحد من جميع جهاته مائة ذراع بذراعهم، ثم هندسها من كل جانب حتى تحددت أعاليها على ثمانية أذرع بذراعنا.
وكان ابتداء بنائها فى طالع سعيد اجتمعوا عليه وتخيروه؛ فلما فرغت، كساها ديباجا ملونا من فوقها إلى أسفلها، وعمل لها عيدا حضره أهل مملكته، ثم عمل فى الهرم الغربى ثلاثين مخزنا من حجارة صوان ملون، وملئت