أين الذى الهرمان من بنيانه … ما قومه ما يومه ما المصرع
تتخلف الآثار عن سكانها … حينا ويدركها الفناء فتتبع
قال: واتفق يوما أنا خرجنا إليهما، فلما طفنا بهما واستدرنا حولهما كثر التعجب منهما فقال بعضنا:
بعيشك هل أبصرت أعجب منظرا … على طول ما أبصرت من هرمى مصر
أنافا عنانا للسماء وأشرفا … على الجوّ اشراف السماك أو النسر
وقد وافيا نشزا من الأرض عاليا … كأنهما نهدان قاما على صدر
كأنه يشير بالبيت الأخير إلى موقعهما، وذلك أنهما مع هرم ثالث أصغر منهما واقعان فى قطعة من الأرض مرتفعة بيضاوية الشكل، قحلة لا نبات بها ولا ماء، ومنحصرة بين رأسين شامخين من الجبل؛ وقد قيس ارتفاع تلك الأرض عن أرض المزارع فوجد إثنين وأربعين مترا.