للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمارة، وكسونا جميعه بالديباج، وأبحنا لمن يكسوه الحصر، وجعلنا فى كل جهة من جهاته ما لا بقدر ما يصرف على الوصول إليه.

ويقال إنه وجد فيه صورة آدمى من حجر أخضر كالدهنج فيها طبق كالدواة، ففتح فإذا فيه جسد آدمى عليه درع من ذهب مزين بأنواع الجواهر، وعلى صدره نصل سيف لا قيمة له، وعند رأسه حجر من ياقوت أحمر فى قدر بيضة الدجاجة. فأخذه المأمون، وقال هذا خير من خراج الذهب. انتهى.

وقال بعض الإفرنج: وفى مبدأ القرن التاسع من الميلاد استكشف فى الهرم الكبير أودتان: إحداهما أودة الملك والثانية أودة الملكة. وفى زمن الفرنساوية استكشف فوق أودة الملك التى فيها الجرن أودة أخرى مسامتة لها يظهر أنها كانت معلومة للأهالى من قبل. والذى استكشفها هو العالم يونوا الفرنساوى. وكتبها فى سياحته المطبوعة فى سنة أربع وستين وستمائة وألف ميلادية، ورآها القنصل الانكليزى المسمى ديويزون المقيم بتونس لما ساح فى مصر سنة أربع وستين وسبعمائة وألف. واستكشف الأميرالاى الانكليزى المسمى هوارويز أربعة أود أخرى فوق هذه، يعنى أن فوق أودة الملك خمس أود متراكبة. واستكشف أيضا مجرتين للهواء فمهما فى جدران أودة الملك، وينتهيان إلى أسطحة الهرم يجلبان من الهواء إلى أودة الملك قدرا كافيا لجعل درجة الحرارة فيها واحدة دائما حتى لا يحصل تغير لما يكون فيها.

ثم استكشف اليوزباشى الجنوى المسمى كويجليا أودة ثامنة منحوتة فى الصخرة التى عليها الهرم. انتهى.

وقال بعضهم هذه الأودة يتوصل إليها إما من البئر، وإما من أزج مائل يوصل إلى أزج الدخول للهرم. انتهى.

وقال ديودور الصقلى: اتفق الناس على أن هذه المبانى من أعجب ما يرى بمصر. وليس ذلك من حيث عظم أجسامها وكثرة مصرفها فقط؛ بل أيضا من حيث إتقان الصنعة وبديع الإحكام، حتى أن العملة والمهندسين الذين بنوها