للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحق بالثناء عليهم من الملوك الذين صرفوا عليها الأموال وجلبوا لها الشغالة؛ لأن العملة والمباشرين أبقوا لنا علومهم ومهارتهم فى صنعتهم تحدثنا عن فضائلهم، وتنبئنا بأقدارهم، بخلاف الملوك فإنهم: إما جلبوا الأهالى بالقهر والظلم، وإما بالأجرة من أموال ورثوها عن أبائهم أو سلبوها من الناس.

قال بعضهم: اختلف الناس فى الهرم هل ينتهى بنقطة أم بسطح. فقال ديودور إنه ينتهى بسطح. ورده بعضهم بأنه لو كان منتهيا بسطح لقال بذلك هيرودوط السابق عليه - وهو أول من تكلم على تفصيلات هذه المبانى وتلقاها كغيرها عن كهنة منفيس. وأغلب ما وصفه به تحققنا الآن صحته بالاستكشاف. فلعل الهرم كان قد حصل فى أعلاه نقض قبل ديودور فصادفه مسطحا. انتهى.

وفى حسن المحاضرة عن الزمخشرى أن الهرمين لا يزالان ينخرطان فى الهواء حتى يرجع مقدار دورهما إلى مقدار خمسة أشبار فى خمسة. انتهى.

وقال أيضا ويقال إنه كان على/الهرم حجر شبه المكبة، فرمته الرياح العواصف. انتهى.

وقال لطرون الفرنساوى: اختلف المتكلمون فى الأهرام هل كانت منتهية بنقطة أو بسطح، فزعم بعضهم أنه عند بنائه انتهى بنقطة، ثم صار مسطحا من عبث الأيدى، ونقض بعض أحجاره من أعلاه. وبعضهم يقول: إنه من حين بنائه منته ببسطه، وهل كانت مكسوة أم بنيت بلا كسوة كما هى الآن.

قال والحق أنها كانت مكسوة بحجارة ملساء ملتحمة بعضها ببعض، بحيث لا يتيسر صعودها إلا بمشقة بدليل ما قاله ديودور الصقلى: إن الغرباء لا تستطيع الصعود على الهرم - وهو كان قد ساح فى مصر سنة ستين قبل الميلاد - وإنما يصعد عليه من اعتاد صعوده. وقال إنه ينتهى بسطح ضلعه ستة أذرع، ومراده بالذراع الذراع المصرى، ضرورة أنه أخذ ذلك عن المصريين؛ لأنهم هم الذين كانوا يصعدون عليه، وذلك عبارة عن ثلاثة أمتار وستة عشر جزءا من مائة من المتر بناء على أن الذراع خمسمائة وخمسة وعشرون جزءا من ألف