من المتر. وهذا المقدار أقل من ضعف سمك الكسوة المقدر لها فى أحجار الكسوة السفلى. وهو متران وسبعة أجزاء من مائة. فعلى ذلك كان قياس ديودور فوق نقطة تقابل السطوح الداخلة للكسوة.
ويدل له أيضا ما قاله الشيخ عبد اللطيف البغدادى فى رسالته: إنا لما علمنا أن أهالى قرية من قرى الجيزة لهم معرفة بالصعود فوق الهرم، أحضرنا منهم أشخاصا وأعطيناهم شيئا قليلا من الأجرة، فصعدوا عليه، إذ لو لم يكن مكسوّا لكان سهل الصعود، فكانوا يصعدون عليه بأنفسهم لحرصهم على الاطلاع على جميعه.
وأيضا فقد ذكر الشيخ عبد اللطيف أن ضلع سطحه حينئذ عشرة أذرع بالسوداء، وهى تعادل خمسة أمتار وأربعمائة وإثنى عشر جزءا من ألف من المتر، لكن جريا والانكليزى الذى ساح فى مصر بعده سنة ١٦٣٨ ميلادية قال: إن ضلع سطحه أربعة أمتار فقط، مع أنه كان يلزم أن يكون فى زمنه أوسع منه فى زمن عبد اللطيف؛ لأن الهرم كان دائما يأخذ فى النقص بسبب نقص أحجاره، فما ذاك إلا لكونه كان مكسوا فى زمن عبد اللطيف ثم زالت كسوته فضاق سطحه. انتهى.
وفى كلام بعض علماء الإفرنج أنه لم يكن فى داخل الأهرام كتابة، ولا زينة، وليس ذلك ناشئا عن جهل بالنقش على الصخور؛ فإن القبور الموجودة من زمن بناء الأهرام إلى الآن فيها النقوش والكتابة، وعلى الخصوص قبر المعمار الذى كان فى زمن الفرعون سوفيس الأول، وإنما سبب تجرد الأهرام عن النقوش كما زعم بعضهم اتساع أسطحتها الظاهرة فكانت كافية لأن ينقش عليها ما يلزم نقشه بخلاف القبور.
قال عبد اللطيف البغدادى: إن الكتابة الموجودة على الهرم الكبير تزيد على عشرة آلاف صحيفة ورق. وقد وجد سياحو الانكليز فى سنة سبع وثلاثين وثمانمائة وألف فى الهرم الثالث من أهرام الجيزة المعروف بهرم منقرى أو هرم مسيرنيوس على قول هيرودوط - قطعة من الصندوق المصنوع من خشب