وأحد أبعاده ستة وخمسون مترا ونصف، والبعد الآخر ثلاثة وخمسون، وهو ينقسم إلى خمس محلات أحدها مقفل من جميع جهاته، وثلاثة مفتوحة على الواجهة، ويسبق الثلاثة دهليز طوله أحد وثلاثون مترا فى عرض أربعة عشر، وفى الوسط محل يقابل الدهليز محوره يمر بمنتصف قاعدة الهرم، وسمك الحائط يزيد عن أربعة أمتار، وهى مبنية من صخور منها ما وزنه تسعة وثلاثون ألفا ومائة وستون كيلو جرام، ومنها ما وزنه ثمانية وخمسون ألفا وسبعمائة وأربعون كيلو جرام. وفى نهاية هذا البناء مزلقان طوله مائة وستون مترا فى عرض أربعة أمتار وارتفاعه من ثلاثة عشر مترا الى أربعة عشر، وهو مبنى بحجارة أكبر من السابقة. وقال مايه الفرنساوى - الذى كان قنصلا بمصر فى مبدأ القرن الثامن من الميلاد - أنه شاهد هذا المحل مكسوا من داخله بالصوّان، ولا يعلم الغرض من هذه المبانى، انتهى.
ويتصل بهذه العمارة جسر منحدر محوره مع محور الهرم، وهو مستور من جانبه بحيطان سميكة منتظمة ذات أحجار كبيرة، وارتفاع الحائط عند النهاية العليا أربعة عشر مترا وجميعها ستة مداميك. وفى آخر هذا الجسر جسر آخر متجه نحو الجنوب الشرقى وهو أكثر انحدارا من الأول. ولعل تلك الجسور هى التى كانت مستعملة فى نقل الصخور لبناء الاهرام.
وقال بعضهم إن خندق الهرم الثانى مما يتعجب من عمله كما يتعجب من عمل الهرم؛ فإنه منحوت فى الصخر، وجوانبه قائمة على الإحكام، وعمقه تسعة أمتار، وعرضه من الجهة الشمالية تسعة وخمسون مترا وخمسة أجزاء من مائة. ومن الجهة الغربية أحد وثلاثون مترا وأربعة أجزاء من مائة من المتر، وعلى ذلك يكون مكعب الحجر الخارج منه سبعمائة ألف وأربعة وعشرين ألفا وخمسمائة متر مكعب، والى الآن يرى بعض الخندق لم تملأه الرمال.