ومنهم من يقول إن الأهرام جعلت فى رؤوس الأودية؛ لمنع الرمل عن أرض الزراعة، ومنهم من يقول إنها جعلت لحفظ الصنج والأقيسة القديمة إلى غير ذلك من الأقوال التى حكاها مؤلفو العرب وغيرهم.
فمن ذلك ما نقله المقريزى فى الخطط عن أبى يعقوب الوراق أنه قيل إن هرمس البابلى إنتقل إلى أرض مصر لأسباب، وأنه كان ملكها إلى أن قال:
وكان حكيم زمانه، ودفن فى البناء الذى يعرف فى مدينة مصر بأبى هرمس، يعرفه العامة بالهرمين. فإن أحدهما قبره، والآخر قبر زوجته. وقيل قبر ابنه الذى خلفه بعد موته. (وقيل إن الهرم الشرقى قبر سوريد بن سهلوق، والهرم الغربى قبر أخيه هرجيت، والهرم الثالث قبر كرورس، وقيل إن الثالث الملون قبر أفريدون بن هرجيت كما فى حسن المحاضرة). وأما الهرم الذى بدير أبى هرميس فإنه قبر قرياس، وكان فارس أهل مصر، وكان يعد بألف فارس، فلما مات جزع عليه الملك والرعية ودفنوه بدير أبى هرميس وبنوا عليه الهرم مدرجا.
ثم قال: وأما قبر الملك صاحب قرياس هذا فإنه الهرم الكبير من الأهرام التى فى بحرى دير أبى هرميس، وعليه باب لوح كذان مكتوب فيه باللازورد.
وقال ديودور الصقلى إن بقرب الأهرام الثلاثة (التى بالجيزة) ثلاثة أهرام أخر يقال إنها من بناء الملوك الثلاثة: شميس، وشفرين، وميرنوس. جعلوها لدفن نسائهم، كما جعلوا الثلاثة الأول لدفن أنفسهم.
وبعضهم يقول إن الهرم الثالث من أهرام الجيزة هو قبر الفتاة دروب، بناه لها عشاقها من حكام المديريات بالاشتراك. وقد تقدم عن استرابون أن الأهرام التى على بعد أربعين غلوة من منفيس هى قبور الملوك.
وقال يلين إن قدام الأهرام الثلاثة التى ملأ ذكرها الأرض صورة أبى الهول، ويقال إن الملك أمزيس مدفون هناك. انتهى.
وبعضهم يقول إن الهرم الكبير هو قبر فرعون مصر الذى غرق فى البحر، أو قبر شيث أو خنوخ ﵉. وقد وجد السياح مانيوس فى هرم الفيوم جرنا، فيدل على أنه قبر. انتهى.