وجه الميت المصورة على الخشب، ولكون هذه المقابر قديمة جدا يستدل بها على أن هذه الطريقة المستعملة فى الدفن عتيقة جدا. انتهى.
وقال بعضهم: والى الآن يوجد فى غربى الهرم الكبير مقابر كثيرة عظيمة الإتساع مع الإنتظام، طول القبر أربعة وعشرون مترا فى عرض عشرة أمتار. وقد زحف الرمل على أغلبها فردمه. ويحصل من مجموعها شكل مربع إتساعه قريب من إتساع الهرم، وفى جهة منه سبعة قبور، وفى جهة أربعة عشر. وهذا المربع فى شمال الهرم الثانى وغربى الهرم الأول، وأضلاعه فى استقامة أضلاعهما. وهناك قبور صغيرة كثيرة بعضها مبنى وبعضها منحوت فى الصخر، ولكن مع شهرة القول بأن الأهرام قبور، لم يرتضه أقدم المؤرخين هيرودوط ولا ديودور الصقلى. انتهى.
والذى يستفاد من كثير من النقول المتقدمة عن مؤرخى العرب والعجم أن الأهرام من الأبنية المعظمة التى كانت تقدسها الأمم الماضية وتحترمها احتراما كبيرا سواء قلنا إنها قبور أو أنها معابد، أو مواضع لصون المعارف والأسرار وحفظها من تطرق الضياع إليها بالطوفان أو غيره، خصوصا بنسبتها الى هرمس الأول الذى هو إدريس ﵇.
قال المقريزى فى الخطط وفى كتاب عجائب البنيان: إن أحد هذين الهرمين (الذى تجاه الفسطاط) قبر أعادمون، والآخر قبر هرمس. ويزعمون أنهما بيتان عظيمان، وأن أعادمون أقدم وأعظم، وإنه كان يحج إليهما ويهدى إليهما من أقطار الأرض. انتهى.
ونقل مثل ذلك عن كتاب البنية والاشراف، وأن بين أعادمون وهرمس نحو ألف سنة، وأن سكان مصر - وهم الأقباط - يعتقدون نبوتهما قبل ظهور النصرانية فيهم، على ما يوجبه رأى الصابئين فى النبوات من أنها ليست بطريق الوحى، بل هم عندهم نفوس طاهرة صفت وتهذبت من أدناس هذا العالم، فاتحدت بهم مواد علوية، فأخبروا عن الكائنات قبل كونها، وعن سرائر العالم وغير ذلك.